منذ عهده
صلّى اللّه عليه و اله مجموعا مؤلّفا ...[1]
13-
و قال المحقّق التبريزي (ت 1307)
-
في تعليقته على رسائل أستاذه المولى المحقّق الأنصاري:[2]
القول بالتحريف هو مذهب الأخباريين و الحشوية، خلافا لأصحاب الاصول الذين رفضوا
احتمال التحريف في القرآن رفضا قاطعا، و هو الحقّ، للوجوه التالية:
أوّلا:
إجماع الطائفة، على ما حكاه الشيخ الطوسي و الطبرسي و المرتضى علم الهدى و الصدوق
و غيرهم من أقطاب الإمامية.
ثانيا:
صراحة القرآن بعدم إمكان التغيير فيه، كآية التدبّر (النساء: 82) و آية الحفظ
(الحجر: 9) و آية عدم إتيانه الباطل (فصّلت: 42). و كذا الروايات الكثيرة الدالّة
على وجوب الرجوع إلى القرآن.
ثالثا:
دليل العقل، حيث القرآن عماد الدين و أساس الشرع المبين، لكونه معجزا و مصدّقا
لمقام النبوّة إلى قيام القيامة. و يؤيّد ذلك عناية الامّة بحفظه و حراسته على ما
كان عليه في العهد الأوّل في رسم الخطّ و نحوه. فلا بدّ من تأويل ما ورد بخلاف ذلك
أو طرحه.[3]
14-
و قال الحجّة البلاغي (ت 1352)
-
بعد نقل كلمات الأعلام كالصدوق و المرتضى و الطوسي و كاشف الغطاء و البهائي و
أضرابهم-: و قد جهد المحدّث المعاصر في كتابه «فصل الخطاب» في جمع الروايات التي
استدلّ بها على النقيصة، و كثّر أعداد مسانيدها بأعداد المراسيل، مع أنّ المتتبّع
المحقّق يجزم بأنّ هذه المراسيل مأخوذة من تلك المسانيد.
[1] - بنقل الشيخ رحمة اللّه الدهلوي في كتابه القيّم«
إظهار الحقّ»، الجزء الثاني، ص 208. و راجع: الفصول المهمّة للسيد شرف الدين، ص
166. و هامش الأنوار النعمانية، ج 2، ص 357.
[2] - و قد كان تلميذه الموفّق، واقفا على دقائق نظرات
شيخه و استاذه، و أحسن من أبان في شرحه على رسائل الشيخ من آرائه في دقائق علم
الاصول، و منها هذه المسألة في صيانة القرآن عن التغيير و التحريف.