ممّا
يتنافى و احتمال التحريف في كتاب اللّه هي مسألة الإعجاز المتحدّى به. و قد اعتبره
العلماء من أكبر الدلائل على نفي التحريف:
أمّا
احتمال الزيادة، كما احتمله أصحاب ابن عجرد من الخوارج، قالوا بزيادة سورة يوسف في
القرآن، لأنّها قصّة عشق و لا يجوز أن تكون وحيا.[1]
و كما زعمه ابن مسعود بشأن سورتي المعوذّتين، كان يحكّهما من المصحف و يقول:
إنّهما عوذتان و ليستا من القرآن.[2]
فهذا
كلّه احتمال باطل، إذ يستدعي ذلك أن يكون باستطاعة البشرية أن تقوم بإنشاء سورة
كاملة تمائل سور القرآن تماما. و قد قال تعالى: «قُلْ
لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا
الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً».[3]
و
قال: «أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ
مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ».[4]
و
قال: «أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ.[5]
و
قال: «وَ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا
فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ».[6]
فهذا
التحدّي الصارخ يبطل دعوى كلّ زيادة في سور القرآن و آياته الكريمة.
و
كذا احتمال التبديل، فإنّ المتبدّل لا يكون من كلامه تعالى و إنّما هو من كلام
مبدّله، و الكلام إنّما يسند إلى قائله إذا كانت مجموع الكلمات مستندة إليه لا
البعض دون البعض.
إذن
فاحتمال التبديل و لو في بعض كلمات القرآن يبطل إسناد مجموع الكتاب إليه سبحانه و
تعالى.
و
من ذلك تعلم فساد ما زعمه الشيخ النوري و من قبله السيد الجزائري، و من لفّ لفّهما
بشأن كثير من كلمات قرآنية، أنّها متبدّلات عمّا جاء في كلامه تعالى. زعموا من