سليم. على
ما ذكره الطهراني في الذريعة. قال سيّدنا الاستاذ الخوئي قدّس سرّه: و كيفما كان
فطريق الشيخ إلى كتاب سليم بكلا سنديه ضعيف.
قال:
و الصحيح أنّه لا طريق لنا إلى كتاب سليم بن قيس الهلالي المروي بطريق حماد بن
عيسى، و ذلك فإنّ في الطريق «محمد بن علي الصيرفي أبا سمينة» و هو ضعيف كذّاب.
قلت:
قد اشتهر هذا الكتاب باختلاف النسخ، و لعلّ طول الزمان و تداول أيدي الكتّاب جعله
عرضة للدسّ فيه مع مختلف الآراء و الأنظار. شأن كلّ كتاب لم يوفّق المصنّف لنشره
بنفسه بل على أيدي الآخرين بعد وفاته.
قال
المحقّق الطهراني: رأيت منه نسخا متفاوتة من ثلاث جهات:
اولاها:
التفاوت في السند في مفتتح النسخ.
ثانيتها:
التفاوت في كيفيّة الترتيب و نظم أحاديثه.
ثالثتها:
التفاوت في كمية الأحاديث.
و
جهة رابعة ذكرها بعض المحقّقين في مقدّمة الكتاب، قال: و هناك أحاديث كثيرة أوردها
العلّامة المجلسي في أجزاء البحار المتعدّدة و كذا غيره من الأعلام في كتبهم
(كالكليني، و الصدوق، و الحلّي في مختصر بصائر الدرجات، و ابن عبد الوهّاب في عيون
المعجزات، و الصفّار في البصائر و غيرهم) مرويّة عن سليم، لا توجد فيما بأيدينا من
نسخ الكتاب. و كثيرة منها مرفوعة إليه من غير طريق أبان، الأمر الذي يؤكّد مسألة
تصرّف أبان في كتاب سليم.
و
أخيرا، فإنّ الكتاب وضع على اسلوب التقطيع، فيتكرّر في أثنائه: «و عن أبان بن أبي
عياش عن سليم بن قيس الهلالي، قال: سمعت ...».
و
عليه فاحتمال كون الكتاب من صنع أبان و أنّه هو الذي وضعه على هذا الاسلوب فزاد
فيه و نقص و رتّب حسب تصرّفه الخاص، احتمال قويّ. فاستناد الكتاب في وضعه الحاضر
إلى أبان أولى من استناده إلى سليم، و إن كان هو الأصل.
فما
يوجد فيه من مناكير أو خلاف معروف لم يثبت كونه من سليم.