فقد نسبت
إلى الأشعري باسم: رسالة الناسخ و المنسوخ. و إلى النعماني باسم: ما ورد في صنوف
آيات القرآن. و إلى المرتضى باسم: رسالة المحكم و المتشابه.[1]
قال
العلّامة المجلسي- بعد نقل تمام الرسالة منسوبة إلى النعماني-:
وجدت
رسالة قديمة هكذا: حدّثنا جعفر بن محمد بن قولويه، قال: حدّثني سعد الأشعري أبو
القاسم، و هو مصنّفه: الحمد للّه ذي النعماء و الآلاء و المجد و العزّ و الكبرياء،
و صلّى اللّه على محمّد سيّد الأنبياء و على آله البررة الأتقياء. روى مشايخنا عن
أصحابنا عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام ...-
و ساق الحديث كما في رسالة النعماني باختلاف يسير-.[2]
هذا
مع العلم بأنّ ابن قولويه لم يرو عن سعد إلّا بواسطة أخيه أو أبيه. قال الحسين بن
عبيد اللّه: جئت بالمنتخبات (من كتب سعد) إلى أبي القاسم بن قولويه أقرأها عليه،
فقلت: حدّثك سعد؟ فقال: لا، بل حدّثني أبي و أخي عنه، و أنا لم أسمع من سعد إلّا
حديثين- و في رواية إلّا أربعة أحاديث-.[3]
و
من ثمّ قال المحقّق الطهراني: لعلّ في السند سقطا.[4]
هذا و الرواية من سعد مجهولة الإسناد إلى الصادق عليه السّلام، لأنّه يروي عن
مشايخه عن أصحابنا عنه عليه السّلام.
و
أمّا نسبة الرسالة إلى النعماني فقد جاء في مقدّمتها بعد الحمد و الصلاة هكذا: و
اعلم يا أخي أنّ القرآن جليل خطره عظيم قدره- إلى أن يقول:- قال أبو عبد اللّه
محمد بن إبراهيم النعماني في كتابه في تفسير القرآن: حدّثنا ابن عقدة عن الجعفي عن
ابن مهران عن الحسن
[1] - و احتمل أخيرا انتسابها إلى الحسن بن علي بن أبي
حمزة البطائني من رؤساء الواقفية، لأنّ له رسالة باسم« فضائل القرآن» ذكر النجاشي(
ج 1، ص 133) إسناده بذلك الكتاب بنفس الإسناد المذكور في مقدمة رسالة النعماني!
لكنّه احتمال غريب بعد إمكان اتّحاد إسناد النعماني و النجاشي إلى ذلك الكتاب، و
أنّ النعماني نقل عن تلك الرسالة رواية منسوبة إلى الصادق عليه السّلام تنتهي إلى
قوله« فضلّوا و أضلّوا». و لا موضع لزعم انتساب جميع رسالة النعماني إليه! و على
الفرض فليس حال البطائني بأحسن من حال غيره في عدم صحة الاستناد إليه!