التحريف
بالشيء إمالته و العدول به عن موضعه إلى جانب، مأخوذ من حرف الشيء بمعنى طرفه و
جانبه. قال تعالى: «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ
أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَ إِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى
وَجْهِهِ».[1]
قال
الزمخشري: أي على طرف من الدين لا في وسطه و قلبه. و هذا مثل لكونهم على قلق و
اضطراب في دينهم، لا على سكون و طمأنينة، كالذي يكون على طرف العسكر، فإن أحسّ
بظفر و غنيمة قرّ و اطمأنّ، و إلّا فرّ و طار على وجهه.[2]
و
تحريف الكلام: تفسيره على غير وجهه، أي تأويله بما لا يكون ظاهرا فيه، تأويلا من
غير دليل. كأنّ لدلالة الكلام الذاتية مجرى طبيعيّا يجري فيه حسب طبعه الأوّلي
المتوافق مع قانون الوضع. لو لا أنّ المحرّف يأخذ بعنان الكلام فيميل به إلى غير
طريقه و يجعله على جانب من مجراه الأصيل.
و
معلوم أنّ التحريف بهذا المعنى إنّما هو تحوير بمدلول الكلام و تصريف في محتواه،