الظنون»[1]
أنّه الموبد[2] شاه
الهندي. و حسبه الملّا فيروز في هامش كتاب «الدساتير»[3]
أنّه المير ذو الفقار علي.
و
آخر نظرية وصل إليها المحقّقون أنّه الموبد كيخسرو اسفنديار من ولد آذركيوان
(مؤسّس الفرقة الكيوانية) على عهد «أكبر شاه التيموري 963- 1014» في الهند. ولد
المؤلّف في بلدة «پتنه» من أعمال الهند في أواسط العقد الثالث من القرن الحادي عشر
للهجرة، و كان عائشا حتّى ما بعد العقد السابع، حسبما يبدو من التواريخ المسجّلة
قيد كتابه.
و
كان المؤلّف داعية للمذهب الكيواني القائل بوحدة الوجود، و رفض المذاهب، و الاجتماع
على كتاب «الدساتير» الذي زعمه امّ الكتب و مجتمع الشرايع كلّها، نسبه إلى نبيّ
يقال عنه أنّه «ساسان». و من ثمّ فإنّ المؤلّف في كتابه «الدبستان» يحاول تضعيف
عقائد أصحاب الملل، و الترويج- في خفاء و التواء- من مذهب أبيه آذركيوان الجديد
التأسيس.
و
أوّل من أشاد بشأن الكتاب هو «فرنسيس غلادوين» ترجمه إلى الإنجليزية عام 1789 م. و
في عام 1809 م (ذو القعدة 1224 ه ق) طبع الكتاب لأوّل مرّة في «كلكتا» بأمر من
مندوب الإنجليز «ويليام بيلى». و هكذا استمرّت طباعته على يد عملاء الاستعمار في
الهند و إيران و كذا تراجمه في سائر البلاد ... لماذا؟ لأمر مّا جدع قصير أنفه!
27-
مأساة كتاب «الفرقان»!
هذا
الكتاب[4] أثار في
وقته ضجّة عارمة في القطر المصري و قام الأزهر في وجهه
[4] - تأليف ابن الخطيب محمد محمد عبد اللطيف من علماء
مصر المعروفين. طبع كتابه هذا في مطبعة دار الكتب المصرية-- سنة 1367 ه- 1948 م. و
ثارت حوله ضجّة ممّا دعا بالأزهر أن يطلب من الحكومة مصادرته، فصادرته الحكومة
مصادرة شكلية بقيت منه نسخ كثيرة منتشرة في أقطار البلاد. و في مكتباتنا اليوم من
هذا الكتاب عدد وفير، و طبعت عدّة طبعات.