responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيانة القرآن من التحريف المؤلف : المعرفت، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 144

11- آيتان من سورة البيّنة!

نسب إلى ابيّ بن كعب أنّه كانت آيتان من سورة البيّنة فاسقطتا من المصحف، فقد روى الإمام أحمد بإسناده المتّصل إلى زرّ بن حبيش عن ابيّ بن كعب، أنّه قال:

قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله: إنّ اللّه تبارك و تعالى أمرني أن أقرأ عليك. فقرأ عليّ: «لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ. رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً. فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ. وَ ما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ.

إنّ الدين عند اللّه الحنيفيّة غير المشركة و لا اليهوديّة و لا النصرانيّة. و من يفعل خيرا فلن يكفره ...»[1] قال شعبة- راوي الحديث- ثمّ قرأ آيات بعدها. ثمّ قرأ: «لو أنّ لابن آدم واديين من مال لسأل واديا ثالثا. و لا يملأ جوف ابن آدم إلّا التراب». قال: ثمّ ختمها بما بقي منها.[2]

و بإسناد آخر: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله قال: إنّ اللّه تبارك و تعالى أمرني أن أقرأ عليك القرآن.

قال: فقرأ: «لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ». قال: فقرأ فيها: «و لو أنّ ابن آدم سأل واديا من مال فاعطيه لسأل ثانيا فاعطيه لسأل ثالثا. و لا يملأ جوف ابن آدم إلّا التراب.

و يتوب اللّه على من تاب. و إنّ ذلك الدين القيّم عند اللّه الحنيفيّة غير المشركة و لا اليهودية و لا النصرانية. و من يفعل خيرا فلن يكفره».[3]

هذا، و الحديث مكذوب عليه قطعيّا، إذ لو كان كما زعم لوجد في مصحفه، و قد كان هو المملي للقرآن على عهد عثمان في لجنة توحيد المصاحف- على ما أسلفنا في الجزء الأوّل من التمهيد- و قد نسب ذلك بعدّة طرق إلى أبي موسى الأشعري حينما خرف في اخريات حياته القذرة، و سنذكرها. و لعلّها نسبت إلى ابيّ أيضا تخفيفا لوطأة الاكذوبة الثقيلة!


[1] - البيّنة 98: 1- 4.

[2] - مسند أحمد، ج 5، ص 132. ما بين القوسين هي الزيادة المزعومة.

[3] - المصدر، ص 131- 132.

اسم الکتاب : صيانة القرآن من التحريف المؤلف : المعرفت، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 144
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست