اولاها:
على عهد «يهوياقيم» كان ملكا على بني إسرائيل و خاضعا لسلطان مصر و هو الفرعون
«نكوه» حيث استولت جيوش بابل على مستعمرات مصر و منها أرض اليهود، دخلت تحت سلطة
بابل، كان ذلك عام (602 ق. م).
ثانيتها:
أيضا على عهد «يهوياقيم» حاول التمرّد عن حكم بابل، و الاتصال بفرعون مصر ثانيا.
لكن جيوش «بخت نصّر» داهمته بكلّ قوّة و بأس، فأخضع البلاد و دمّر و أسر، و من
جملتهم الملك و حواشيه، أسرهم ثمّ أطلقهم ليموتوا صغارا. كان ذلك عام (598 ق. م).
ثالثتها:
على عهد خلفه «يهوياكين» الملك الإسرائيلي الضعيف، فقد فسد و أفسد البلاد، و من
ثمّ لم يدم ملكه سوى بضعة أشهر، حتّى جاءه الزحف البابلي، فاخذ و حواشيه اسراء إلى
سجون بابل لمدّة 37 سنة، و بعده اطلق فمات هناك.
و
رابعتها- القاضية-: كانت على عهد «صدقيّا» عام (588 ق. م) كان قد نصّبه «بخت نصّر»
ملكا على اليهود، و كان اسمه «متانيا» فغيّر «بخت نصّر» اسمه إلى «صدقيّا». لكنّه
في السنة التاسعة من ملكه حاول العصيان و الاستقلال بالملك، على ضعفه و فساده و
جهله البالغ. الأمر الذي جرّ الوبال على أرض يهوذا، فحاصرهم جيش كلدان و نصبوا
القذائف و المجانيق، فأحرقوا و دمّروا و أهلكوا الحرث و النسل، و استباحوا البلاد
نهبا و قتلا و أسرا، و هدموا هيكل سليمان و كلّ آثار بني إسرائيل أبادوها سحقا و محقا.
و
في هذا الأثناء حاول «صدقيّا» و حواشيه الفرار من خلف المدينة و لكن من غير جدوى،
فقد اخذ و اتي به إلى «بخت نصّر». فأوّل شيء فعله أن أمر بقتل ابنيه أمامه، ثمّ
قلع عينيه، و أخيرا قيّده في سلسلة و أرسله إلى بابل مغلولا.
و
قد عمّ الأسر جميع بني إسرائيل سوى المرضى و الصعاليك الضعفاء، فخلّف عليهم «بخت
نصّر» رجلا ضعيفا اسمه «جدليا» و كان من الأسباط. و بعد مدّة ثارت جماعة من اليهود
و على رأسهم رجل اسمه «إسماعيل» من أبناء الملوك، فقتلوا الملك و هربوا إلى