السماء
كتابا إلّا و فاتحته بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ،
و إنّما كان يعرف انقضاء السورة بنزول بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ابتداء للاخرى»[1].
و
لعل المراد: ما أنزل اللّه من السماء سورة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم إلّا و فاتحتها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
و
يشهد لذلك ما مرّ من حديث عبد اللّه بن عمر: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله
و سلّم قال: كان جبرئيل إذا جاءني بالوحي، اوّل ما يلقى عليّ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ[2].
البسملة
مفتاح كلّ كتاب
[1/
288] أخرج الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي في الجامع عن أبي جعفر محمّد بن عليّ
الباقر عليه السّلام قال: «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مفتاح كلّ كتاب»[3].
[1/
289] روى عليّ بن جعفر في الجعفريّات: أخبرنا عبد اللّه بن محمّد، قال: أخبرنا
محمّد بن محمّد، قال: حدّثني موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه
عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام، قال: «قال رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: كلّ كتاب لا يبدأ فيه بذكر اللّه فهو أقطع»[4].
[1/
290] و روى ثقة الإسلام الكليني بإسناده إلى جميل بن درّاج قال: قال أبو عبد اللّه
جعفر ابن محمّد الصادق عليه السّلام: «لا تدع بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و إن كان بعده شعر»[5].
[1/
291] و روى أحمد بن محمّد السياري في كتاب التنزيل و التحريف: حدّثني بعض الرواة
من أصحابنا، قال: من حقّ القلم على من أخذه إذا كتب أن يبدأ ب
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ[6].
[1/
292] و أخرج الخطيب في الجامع عن سعيد بن جبير قال: لا يصلح كتاب إلّا أوّله
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و إن كان شعرا[7].
قال
القرطبي: و ذهب إلى رسم التسمية في أوّل كتب الشعر سعيد بن جبير و تابعه على ذلك