اسم الکتاب : المباحث المشرقية فى علم الالهيات و الطبيعيات المؤلف : الرازي، فخر الدين الجزء : 1 صفحة : 568
الفصل التاسع في ان الحركة هل هي نفس مقولة ان ينفعل
(الذين) يمنعون عن ذلك انما يمنعون لاعتقادهم ان الحركة مقولة على ما
تحتها بالتشكيك و لا شيء من المقولات بمقولة على ما تحتها بالتشكيك فالحركة غير
مقولة و لكنا بينا ان الحركة ليست بمقولة على ما تحتها بالتشكيك و ايضا فلو كان
وقوعها على ما تحتها بالتشكيك لم يكن ذلك مانعا من كونها مقولة فان مقولة الجدة و
هى كون الشىء محاطا بما ينتقل بانتقاله مقولة على ما تحتها بالتشكيك فان جلد
الحيوان اولى بذلك من قميصه فكذلك هاهنا و لاصحاب هذا المذهب ان يتمسكوا بما هو
اقوى من ذلك و هو ان يستدلوا على ان مقولة ان ينفعل لا يمكن ان يكون امرا وجوديا
بما ذكرناه و لا شك في كون الحركة امرا وجوديا فاذا ليس الحركة هي نفس مقولة ان
ينفعل^ (و اما من زعم) ان الحركة نفس مقولة ان ينفعل فقد احتج بامرين (الأول) ما
بينا ان الحركة عبارة عن التغير المتدرج و التغير عبارة عن اتصاف الشىء بصفة بعد
زوال صفة اخرى و ذلك الاتصاف هو نفس الانفعال لا غير فاذا الحركة نفس مقولة ان
ينفعل (و لقائل ان يقول) ليست الحركة نفس هذا الاتصاف بل طبيعة تلزمه^ (الثاني) ان
ينفعل اما ان يكون نفس الحركة او عبارة عن نسبة الحركة الى المحل فان كان نفس
الحركة فاما ان يكون نفس الحركة المطلقة او نفس حركة مخصوصة و الأول يوجب ان تكون
الحركة مقولة لاجل كون ان ينفعل مقولة و الثاني يوجب ان تزيد المقولات على العشر
لانه ليس بعض اقسام الحركة بان يجعل مقولة اولى من بعض و اما ان كان ان ينفعل
عبارة عن نسبة الحركة الى المحل فلا يخلو اما ان يكون عبارة عن نسبة الحركة
المطلقة الى المحل
اسم الکتاب : المباحث المشرقية فى علم الالهيات و الطبيعيات المؤلف : الرازي، فخر الدين الجزء : 1 صفحة : 568