responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المباحث المشرقية فى علم الالهيات و الطبيعيات المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 52

و مثاله ذات البارى و كذلك ماهيات الاجناس العالية و طبائع الفصول البسيطة كما سيأتى تفصيلها^

الفصل الثالث في ان البسائط هل تكون مجعولة ام لا

(المشهور) انها غير مجعولة فان السواد لو تعلقت سواديته بغيره لم يكن السواد سوادا عند فرض عدم ذلك الغير و هو محال (و فيه اشكال) لان السواد كما ان له حقيقة فكذلك للوجود حقيقة فان امتنع ان يكون السواد في كونه سوادا مجعولا امتنع ان يكون الوجود في كونه وجودا مجعولا فاذا لا حقيقة السواد مجعولة و لا وجوده مجعول فالسواد الموجود غير مجعول اصلا هذا خلف (فان قيل) المجعول هو ضم الوجود الى السواد فهو ايضا مغالطة ركيكة لان ذلك الضم له حقيقة و هي ايضا غير مجعولة^ (و بالجملة) فكل ما يفرض مجعولا فله حقيقة و هى اما ان تكون بسيطة او تكون متألفة من البسائط فان عقل ان يكون بعض البسائط مجعولا فليعقل ذلك في سائرها و الا فلا (فالحق) ان ما يقال من ان الماهيات غير مجعولة معناه معنى ما يقال الانسان لا واحد و لا كثير و قد عرفت ان المراد منه ان الواحدية و الكثيرية غير داخلتين في مفهوم الانسان لا ان الانسان عار منهما فكذلك هاهنا هى معنى قولنا الماهية غير مجعولة ان المجعولية غير داخلة فى مفهوم الانسانية لانك ما دمت تنظر الى الانسانية من حيث هى هى لم يكن هناك الا الانسانية فان نظرت الى مجعوليتها فقد زدت في الانسانية مفهوما وراءها و لا يكون ذلك هو الماهية من حيث هى هى (و الذي قالوه) من انه يلزم منه عدم كون السواد سوادا عند تقدير عدم ذلك الغير فهو مغالطة لان الغير اذا لم يوجد لا نقول للسواد انه متحقق و يكون مع ذلك‌

اسم الکتاب : المباحث المشرقية فى علم الالهيات و الطبيعيات المؤلف : الرازي، فخر الدين    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست