اسم الکتاب : المباحث المشرقية فى علم الالهيات و الطبيعيات المؤلف : الرازي، فخر الدين الجزء : 1 صفحة : 221
فى المفارقة ليست مستقلة بل هي تابعة للجسم (فهذا هو الجواب) عن شبه
المنكرين لوجود المكان^ (و الذي يدل) على وجوده امور ثلاثة اولها الانتقال فانه
عبارة عن التغير في الاين لانه قد يوجد الانتقال و ان لم يحصل التغير في الجوهر و
الكم و الكيف و سائر الاعراض و قد لا يوجد الانتقال عند حصول التغير في كل تلك
الامور فعلمنا ان الانتقال هو التغير في الاين اى هو تغير في نسبته الى المكان و
ذلك يوجب وجود المكان^ (و ثانيها) انا نشاهد الجسم يكون حاضرا ثم يغيب و يحضر جسم
آخر حيث هو و البداهة تقتضى ان يكون للمتعاقبين مورد مشترك و ليس ذلك الا المكان
الذي كان للاول ثم صار للآخر^ (و ثالثها) ان وجود الفوق و السفل معلوم بالضرورة و
ذلك يقتضى وجود المكان (و الاولى ان يقال) ان العلم بوجود المكان علم بديهى فانه
لو سلم كونه استدلاليا لتوجهت الشكوك على هذه الوجوه^
الفصل السابع عشر في ضبط المذاهب في ماهية المكان
(قد ذكرنا) انا نعنى بالمكان ما ينتقل الجسم عنه و اليه بالحركة و لا
يتسع مع ذلك الجسم لجسم آخر (فنقول) هذا الامر اما ان يكون جزأ من الجسم و اما ان
لا يكون فان كان جزأ من الجسم فاما ان يكون هيولاه او صورته و ان لم يكن جزأ له و
لا شك انه يجب ان يكون مساويا له فلا يخلو اما ان يكون عبارة عن بعد يساوى اقطاره فهو
يشغله بالاندساس «1» فيه و اما ان يكون
اسم الکتاب : المباحث المشرقية فى علم الالهيات و الطبيعيات المؤلف : الرازي، فخر الدين الجزء : 1 صفحة : 221