اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري الجزء : 1 صفحة : 185
أي هما متماثلان في السبب أو العلة أو نحو ذلك و أحكام
الاشياء تنقسم قسمين[1] حكم يرد الى
أصل و حكم لا يرد الى أصل لانه أول في بابه.
(الفرق) بين الحاكم و الحكم
أن الحكم يقتضي أنه أهل
أن يتحاكم اليه، و الحاكم الذي من شأنه أن يحكم. فالصفة بالحكم أمدح و ذلك أن صفة
حاكم جار على الفعل فقد يحكم الحاكم بغير الصواب فاما من يستحق الصفة بحكم فلا
يحكم الا بالصواب لأنه صفة تعظيم و مدح.
(الفرق) بين القضاء و القدر
أن القدر هو وجود
الافعال على مقدار الحاجة اليها و الكفاية لما فعلت من أجله و يجوز أن يكون القدر
هو الوجه الذي أردت ايقاع المراد عليه، و المقدر الموجد له على ذلك الوجه، و قيل
أصل القدر هو وجود الفعل على مقدار ما أراده الفاعل، و حقيقة ذلك في أفعال الله
تعالى وجودها على مقدار المصلحة، و القضاء هو فصل الأمر على التمام.
(الفرق) بين القدر و التقدير
أن التقدير يستعمل في
أفعال الله تعالى و أفعال العباد، و لا يستعمل القدر الا في أفعال الله عز و جل[2] و قد يكون
التقدير حسنا و قبيحا كتقدير المنجم موت زيد و افقاره و استغناءه، و لا يكون القدر
الا حسنا.
(الفرق) بين قولك قضى اليه و قضى به
أن قولك قضى اليه أي
أعلمه و قوله تعالى (وَ قَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ) أي أعلمناه ثم
فسر الأمر الذي ذكره فقال (أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ) فكأنه قال و
قضينا اليه ان دابر هؤلاء مقطوع، و معنى قولنا قضى به أنه فصل الأمر به على
التمام.
(الفرق) بين التقدير و التدبير
أن التدبير هو تقويم
الأمر على ما بكون فيه صلاح عاقبته، و أصله من الدبر و أدبار الأمور عواقبها و آخر
كل شيء دبره و فلان يتدبر أمره أي ينظر في اعقابه ليصلحه على ما يصلحها،