و ارتبط هذا المصطلح قبل مجيء الإسلام بتعبير الغزو، ثم جاء الإسلام
بتحديد هذا المصطلح كما يقول ابن تيمية (ت 728 ه): «إذا كان أصل القتال المشروع هو
الجهاد و مقصوده هو: أن يكون الدين كله لله، و أن تكون كلمة الله هي العليا، فمن
امتنع من هذا قوتل باتفاق المسلمين»[2].
مع التنبيه على أن مصطلح القتال إذا استخدم ضمن المنظومة الإسلامية
فإن المراد منه هو الجهاد، و هو بذل الوسع في القتال في سبيل الله[3].
و قد تدرج حكم القتال في الإسلام كما يقول ابن القيم (ت 751 ه): «لقد
كان القتال محرما ثم مأذونا ثم مأمورا به لمن بدأهم بالقتال ثم مأمورا به لجميع
المشركين»[4].
و مع مشروعية القتال فإنه يبقى مقيدا لأجل الإسلام و مصالحه، و لهذا
درج الفقهاء في تحديد هذا الأمر خصوصا في مسألة القتال مع الآخرين بتقديم عرض
الإسلام و مبادئه بداية على القتال و أحكامه[5].
القذف لغة: الرمي، تقول: قذف بالشيء يقذف قذفا فانقذف: رمى، و
التّقاذف: الترامي، ثم استعمل في الرمي بالزنا و نحوه من المكروهات، يقال: هو
قاذف، و جمعه قذّاف و قذفة[6].