اسم الکتاب : الولاية الالهية الاسلامية او الحكومة الاسلامية المؤلف : المؤمن القمي، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 528
فالأشهر الحرم الواقع صدر الآية الخامسة
الّتي اشترط وجوب حصر المشركين و قتلهم بانسلاخها إنّما هي نفس تلك الأربعة أشهر
الواقعة في الآية الثانية بقوله تعالى: فَسِيحُوا فِي
الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ و ليس المراد بالأشهر الحرم
الشهور الأربعة الّتي يكون القتال فيها محرّما- أعني رجب و ذا القعدة و ذا الحجّة
و المحرّم- بل هذه الأشهر الحرم باصطلاح الروايات المتعدّدة هي أشهر السياحة، و
تعبير السياحة مأخوذ من قوله تعالى: فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ
أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ.
و منه تعرف أنّه لا مجال للاستدلال على الجواز- كما في الجواهر-
بقوله تعالى: فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ و ذلك لما عرفت من أنّه ناظر إلى خصوص العهد السابق الّذي مضى، و
ليس فيه إطلاق ليدلّ على جواز إنشاء عهد الصلح ابتداء بل هو في طائفة خاصّة من
المشركين قد مرّ ذكرها، و إلّا فقد حكمت الآيات بأن لا عهد بعد ذلك و يجب أن يحصر
المشركون و يقتلون مهما أمكن.
و بعد ذلك فلا بأس بذكر بعض الأخبار الواردة ذيل الآية ليكون تأكيدا
و توضيحا لما ذكرناه.
1- فقد روى عليّ بن إبراهيم في تفسيره بسند صحيح- بناء على أنّ محمّد
بن الفضيل الواقع فيه هو محمّد بن القاسم بن الفضيل النهدي الثقة بقرينة روايته عن
أبي الصباح- كما ذكره صاحب جامع الرواة في ترجمته- فقد روى عن أبيه عن محمّد ابن
الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال نزلت هذه الآية-
يعني قوله تعالى: بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ...-
بعد ما رجع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في سنة تسع[1]
من الهجرة و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لمّا فتح مكّة لم يمنع المشركين
الحجّ في تلك السنة- ثمّ ذكر صيرورة امرأة وسيمة جميلة عند طوافها عريانا و ما
تعقّبه ثمّ قال:- و كانت سيرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قبل نزول سورة
البراءة أن لا يقاتل إلّا
[1]-في نسخة التفسير:« سبع»
لكنّه تصحيف، فانظر تاريخ الطبري: ج 3 ص 142، و الكامل في التاريخ: ج 2 ص 276.
اسم الکتاب : الولاية الالهية الاسلامية او الحكومة الاسلامية المؤلف : المؤمن القمي، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 528