و ملقا، و قد نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه
و سلم عن ذلك فقال[1]: إياكم و
كثرة المدح فإنه الذبح.
و قال[2] بعض
الحكماء: من رضي أن يمدح بما ليس فيه أعان الساخر منه.
و قال بعض العلماء: قبيح باللبيب أن يعجب بنفسه عند مدح المادح أو
يغضب عند سماع قدح[3] القادح
قبل أن يتفقد أعماله و يعلم ما عليه و ماله، و ألا يترك[4]
النساء أعقل[5] منه، فإن
أحداهن إذا وصف وجهها بما تحب أو تكره امتحنت ذلك بالإطلاع[6]
في المرآة.
و كذلك ينبغي للعاقل أن يمتحن أحواله بأن يكل نفسه[7] إلى غيره من أهل الثقة و الأمانة
و الأدب و الديانة، في اختيار[8] محاسنه و
مساوئه و عيوب نفسه التي فيه، و يستنصحهم في ذلك، فإن الإنسان قد يخفى عليه عيب
نفسه لاستيلاء الهوى على عقله، فإذا أزاح عن نفسه ذلك فقد نال غاية الشرف بانعطاف
القلوب عليه، و ميلها إليه.
الوصف العاشر- الكبر:
اعلم أن الكبر خارج بالنفس عن حد الإعتدال، و حقيقته أستعظام النفس[9] و احتقار الغير[10]،
و سببه علو اليد و التمييز بالمنصب أو النسب أو الفضل، و متى
[1] - الحديث في مسند احمد 4/ 92- 93. و في شرح نهج
البلاغة 3/ 35، 112. و في تسهيل النظر ص 140. و ورد في ادب الدنيا و الدين بلفظ:«
اياكم و التمادح فانه الذبح» و ورد على لسان عمر في عيون الاخبار 1/ 275: بلفظ:«
المدح ذبح».