responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارك تحرير الوسيلة(كتاب الصلاة) المؤلف : بني فضل، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 323

و بلا التفات للنفس إلى ذلك. و العلم بوجود المكلّف به واقعاً أو شرعاً أمرٌ آخر لا مدخلية له فيما نحن فيه؛ إذ يكفي فيه حصوله و لو بعد الفراغ من الفعل، فضلًا عن حال النية[1]، انتهى.

و صاحب «الحدائق» (رحمه اللَّه) بعد نقل قول العلّامة في «التذكرة» بوجوب اقتران النية بالتكبير بأن يأتي بكمال النية قبله ثمّ يبتدئ بالتكبير بلا فصل قال: و في البال إنّي وقفتُ منذ مدّة على كلام للعلّامة رضي اللَّه عنه الظاهر أنّه في أجوبة مسائل السيّد مهنّا بن سنان المدني في المقارنة، قال (رحمه اللَّه) حكايةً عن نفسه: إنّي أتصوّر الصلاة من فاتحتها إلى خاتمتها، ثمّ أقصد إليها فاقارن بها النية. و الكتاب لا يحضرني الآن لأحكي صورة عبارته، و لكن في البال أنّ حاصله ذلك.

أقول: لا يخفى عليك بعد تأمّل معنى النية و معرفة حقيقتها أنّ جملة هذه الأقوال بعيدة عن جادة الاعتدال؛ فإنّها مبنية على أنّ النية عبارة عن هذا الحديث النفسي و التصوير الفكري، و هو ما يترجمه قول المصلّي مثلًا: «أُصلّي فرض الظهر أداءً لوجوبه قربةً إلى اللَّه» و المقارنة بها بأن يحضر المكلّف عند إرادة الدخول في الصلاة ذلك بباله و ينظر إليه بفكره و خياله، ثمّ يأتي بعد الفراغ من تصويره بلا فصل بالتكبير كما هو المجمع على صحّته عندهم، أو يبسط ذلك على التلفّظ بالتكبير و يمدّه بامتداده كما هو القول الآخر، أو يجعله بين الألف و الراء كما هو القول الثالث، و كلّ ذلك محض تكلّف و شطط و غفلة عن معنى النية أوقع في الغلط[2]، انتهى موضع الحاجة من كلام «الحدائق».

و عرّفها المصنّف (رحمه اللَّه) و جماعة بأنّها عبارة عن قصد الفعل.


[1] جواهر الكلام 9: 170 172.

[2] الحدائق الناضرة 2: 174.

اسم الکتاب : مدارك تحرير الوسيلة(كتاب الصلاة) المؤلف : بني فضل، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 323
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست