تآمر
سافر على الامة ووجودها لاغراض خبيثة، يطلع عليه امير المؤمنين بكل وعيه وادراكه
للحاضر والمستقبل ويعلم بانه كلما طال عمر هذا التآمر أحكمت حلقاته. هذا من جهة،
ومن جهة أخرى فانه عليه السلام- تبعا لوظيفته العامة- يعمل على تربية الأمة
واعطائها الوجود المفروض لها لتتسنم مركزها كخليفة للَّه في الأرض وكأمة شاهدة
على الناس وامة هي واسطة العقد بين الحضارات.
فهل
يستطيع أن يهادن رأس التآمر وخيوطه؟
أن
هذه المهادنة تعني أمرين مرّين تماما.
الاول:
اعطاء
الاخطبوط فرصة أخرى ليحكم خيوطه ويستفيد من الموقف، وهو يعني التفريط في مستقبل
المبدأ والأمة، وبتعبير جامع، التفريط بمستقبل التجربة الاسلامية ككل.
وهذا
يعني أن تباع الامة بعقد يقبل الفسخ لأناس ارادوا أن يبيعوها بعقد لا يقبل الفسخ-
كما يعبر أحد الاعاظم-.
الثاني:
فقدان
الثقة بالقائد، فاننا نعلم أن الثقة بالمربي هي الشرط الاساسي لحصول التأثير
المطلوب، والامام عليه السلام كان يمثل القيادة الواعية التي تريد ان تربي الأمة
على المدى الطويل، فإذا وجدته الامة يساوم عليها فقدت ثقتها التامة به.
والحقيقة
أن روح الشك قد سرت في بعض قطاعات الأمة في اواخر حياته عليه السلام، وهو الشك في
ان معركته مع معاوية، معركة بين الاسلام والجاهلية-