responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة أهل البيت المؤلف : التسخيري، الشيخ محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 237

بأسباب الباطل كذبا ومكرا؟ .. فأنّى تصلح الخلافة لطليق؟»[1].

وقال الحسن البصري: «أربع خصال كن في معاية لو لم يكن فيه منهن إلّا واحدة لكانت موبقة: انتزاؤه على هذه الأمة بالسفهاء حتى‌ ابتزها أمرها (يعني الخلافة) بغير مشورة منهم، وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة، واستخلافه ابنه بعده سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب بالطنابير، وادعاؤه زيادا وقد قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم:

«الولد للفراش وللعاهر الحجر»،

وقتله حجراً، ويل له من حجر واصحاب حجر (مرتين)»[2].

والحقيقة أن الالعوبة فضحت عند عامة المؤرخين إلّامن أعمى اللَّه قلبه، خصوصاً بعد أن صرخ بها معاوية نفسه في غمرة انتصاره العسكري في معركته مع الامام الحسن عليه السلام، إذ قال- على ما يرويه الدائني-: «يا أهل الكوفة، اتروني قاتلتكم على الصلاة والزكاة والحج، وقد علمت انكم تصلون وتزكون وتحجون؟

ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم وألي رقابكم، وقد آتاني اللَّه ذلك وانتم كارهون».

ويبدو الفارق هائلًا عندما نستمع إلى الإمام علي عليه السلام وهو يقول:

«اللهم انك تعلم أنه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان ولا التماس شي‌ء من فضول الحطام، ولكن لنرد المعالم من دينك ونظهر الاصلاح في بلادك وتقام المعطلة من حدودك.

اللهم اني أول من اناب وسمع وأجاب لم يسبقني إلّارسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم بالصلاة. وقد علمتم انه لا ينبغي ان يكون الوالي على الفروج والدماء والمغانم والاحكام وامامة المسلمين البخيل، فتكون في اموالهم نهمته، ولا الجاهل فيضلهم بجهله ولا الجافي فيقطعهم بجفائه، ولا الحائف للدول فيتخذ قوما دون قوم، ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق ويقف بها دون المقاطع، ولا المعطل للسنة فيهلك‌


[1] - المسعودي، مروج الذهب ج 3: ص 41.

[2] - الطبري ج 4: ص 208. ط الأعلمي.

اسم الکتاب : من حياة أهل البيت المؤلف : التسخيري، الشيخ محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 237
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست