و الخوف و
الأمن و غير ذلك، و لا إشكال في بطلان كون الألفاظ موضوعة لكل من هذه الأفراد
بالاشتراك اللفظي و لا في بطلان كون الألفاظ حقيقة في بعضها و مجازا في الباقي،
فلا بدّ للصحيح و الأعمّ من تصوير جامع وجداني يشترك فيه جميع الأفراد، أمّا بناء
على أن يكون الوضع و الموضوع له عامين فواضح، و أمّا بناء على أن يكون الوضع عاما
و الموضوع له خاصا فلأنّ تصوّر جميع الأفراد تفصيلا غير معقول لعدم تناهيها، فلا
بدّ من تصوّرها بجامع يكون ذلك الجامع معرفا لها إجمالا[1].
4-
الجوامع المتصورة للصحيح و الأعمّ:
اختلفت
كلمات الاصوليين في تصوير الجامع على الصحيح أو الأعمّ، و نحن نذكر بعض الجوامع
المذكورة من دون نقض و ابرام لئلّا يطول:
أ-
قال المحقق الخراساني قدس سرّه: لا إشكال في وجوده بين الأفراد الصحيحة
و
امكان الإشارة إليه بخواصّه و آثاره، فإنّ الاشتراك في الأثر كاشف عن الاشتراك في
جامع واحد يؤثر الكلّ فيه بذاك الجامع، فيصحّ تصوير المسمّى بلفظ الصلاة مثلا
بالناهية عن الفحشاء و ما هو معراج المؤمن و نحوهما[2].
ب-
قال الإمام الخميني قدس سرّه: إنّ المركبات
الاعتبارية التي عرضتها وحدة ما على قسمين:
أحدهما:
ما يكون الكثرة فيها ملحوظة كالعشرة و المجموع، فإنّ العشرة و إن لوحظت واحدة
فتكون مقابل العشرتين و العشرات و مفردهما لكن الكثرة فيها ملحوظة و كذا المجموع،
و في مثلها يفقد الكل بفقدان جزء منها فلا يصدق العشرة
[1] - راجع فوائد الاصول 1: 61، و مناهج الوصول 1: 148،
و المحاضرات 1: 147.