النهي ما
يدلّ على العدم، فالنهي عبارة عن الزجر الإنشائي بإزاء الزجر الخارجي، فكما أنّ
المبغض للشيء قد يأخذ بيد العبد و يزجره عن الفعل المبغوض عملا، فكذلك قد يزجره
إنشاء بصيغة النهي، فوزان النهي وزان الزجر العملي[1].
هذا في صيغة النهي، و أمّا مادّته فلأنّ حقيقة النهي الزجر عن المتعلّق عرفا و
لغة.
التّطبيقات:
1- قوله
تعالى: وَ لا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ[2].
فإنّه
يدلّ على الزجر عن التعاون على الإثم و العدوان على القول الثاني، و على طلب ترك
التعاون على القول الأوّل.
2-
قوله تعالى: فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَ لا تَنْهَرْهُما[3].
فإنّه
يدلّ على طلب ترك قول الأفّ للوالدين و ترك نهرهما على القول الأوّل، و على الزجر
عن قول الأفّ و نهرهما على الثاني.
و
غيرهما من الآيات و الروايات الواردة في باب النواهي.
[1] - راجع نهاية الاصول: 248، و مناهج الوصول 2: 104.