ونحن
لم نر هذا الحمل في محله، إذ الحديث لا يدل بظاهره إلّا على اتقاء رسول الله-
صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّم- بالكساء برد الأرض بيده ورجله فحسب، وليس
فيه إيعاز قطّ إلى السجدة والجبهة، وسبيله سبيل حديث السيّدة عائشة:
كان رسول الله إذا صلّى لا يضع تحت قدميه شيئاً إلّا أنّا مطرنا يوماً فوضع تحت
قدميه نطعاً[2].
وهناك
مرفوعة أخرجها أحمد في المسند 4: 254 عن محمّد بن ربيعة، عن يونس بن الحرث
الطائفي، عن أبي عون، عن أبيه، عن المغيرة بن شعبة قال: كان رسول
الله (ص) يصلي أو يستحب أن يصلي على فروة مدبوغة[3].
والإسناد
ضعيف بالمرّة، وبمثله لا يستدل في الأحكام، فيه يونس بن الحارث، قال أحمد: أحاديثه
مضطربة، وقال عبد الله بن أحمد: سألته عنه مرّة أخرى فضعفه، وعن ابن معين: لا شيء
وقال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال النسائي: ضعيف، وقال مرّة: ليس بالقوي، وقال ابن
أبي شيبة: سألت ابن معين عنه فقال: كنا نضعفه ضعفاً شديداً، وقال الساجي: ضعيف
إلّا أنّه لا يتهم بالكذب.
تهذيب
التهذيب 11: 384.
وفيه
أبو عون عبيد الله بن سعيد الثقفي الكوفي قال أبو حاتم في الجرح