اسم الکتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن الجزء : 1 صفحة : 396
مبدأ
طفولتهم إلى سنّ الرشد، حتى القراءة والكتابة، ولم يثبت عن أحدهم أنه دخل الكتاتيب
أو تلمذ على تبدّل استاذ في شيء من الأشياء مع ما له من منزلة علميّة لا تجارى،
وما سئلوا عن شيء إلّاأجابوا عليه في حينه، ولم تمرّ على ألسنتهم كلمة «لا أدري»
أو «لا أعلم»، ولا تأجيل الجواب إلى المراجعة والتأمل أو نحو ذلك، في حين أنك لا
تجد شخصاً مترجماً له من فقهاء الإسلام ورواته وعلمائه، إلّاذكرت في ترجمتهُ
تربيته وتلمذته على يد غيره، وأخذه الرواية أو العلم إكتساباً من المعروفين،
وتوقفه في بعض المسائل أو مشكلة في كثير من المعلومات، كعادة البشر في كل عصر»[1].
فإذا
أضفنا أنَّ السلطة (التي كانت تلاحقهم بالسجن والقتل والشتم) لو كانت قادرة على
إغفال بعضهم بفعل المعاصي أمام الناس- ولو مَنْ تسلَّم زمام الإمامة وكان عمره
ثمانية سنين في العقد الثالث من عمره- لما أقدمت على الأفعال الخطرة من التنكيل
بهم والسجن والقتل والتي جرّت عليهم الويلات من ثورات العلويين ضدهم، فمن تقدمهم
في العلوم مع عدم تربيتهم على أحد من المدرسين، وعدم إمكان إغراء السلطة لهم حتى
لمن لم يبلغ وقد تسلّم زمام الإمامة إتّضح عدم خطئهم وعدم معصيتهم في الدين- مع
إمكان المعصية- وهذا هو معنى العصمة التي تدعيها الشيعة الإمامية لأئمتهم الاثني
عشر عليهم السلام.
وهذا
لا علاقة له بادّعاءات ابن سبأ المزعوم في عصمة الأئمة وعلمهم ومنزلتهم. و من هنا
وبعد ثبوت عصمتهم عليهم السلام يجب على المسلمين اتّباع منهجهم و سلوك طريقتهم[2]
لأنها طريقة النبيّ صلى الله عليه و آله.