responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 360

فدفع واحدة لعبداللَّه بن عمر، واخرى لولده الحسين عليه السلام واخرى لمحمد بن أبي بكر، فأولد عبداللَّه بن عمر ولده سالماً، وأولد الحسين زين العابدين، وأولد محمد ولده القاسم، فهؤلاء أولاد خالة وأمهاتهم بنات يزدجرد[1].

ولنا أن نتساءل: إذا كانت العلة في دخول الفرس للتشيع هي مصاهرة الحسين للفرس، فلماذا لا تطَّرِد هذه العلّة فيتسنّن الفرس لإصهار عبداللَّه بن عمر لهم وكذلك محمد بن أبي بكر؟ وكل من محمد وعبداللَّه أبناء خليفة كما كان الحسين ابن خليفة، بالإضافة لذلك إنَّ كلًّا من يزيد بن الوليد بن عبد الملك وأمّهُ شاه فرند بنت فيروز بن يزدجرد، ومروان بن محمد آخر خلفاء بني اميّة، امّهُ ام ولد من كرد إيران، فلماذا لا تطّرد العلة هنا أيضاً[2]؟ وبالعكس لماذا لا يميل العرب السنّة لأهل البيت الذين امهاتهم عربية في حين نجد قسماً من العرب يبغض أهل البيت كالنواصب مثلًا؟

إذن فالقضية ليست قضية وراثة أو مصاهرة، و إنما هي قضية نظام الحكم في الإسلام تتصارع فيها النصوص الدالة على تعيين الخليفة مع النصوص الدالة على إنكارها والرجوع إلى الشورى التي لم يفصّل لنا الرسول صلى الله عليه و آله شيئاً عنها.

والعجب من كتّاب العصر الذين يدّعون الموضوعية في البحث، ويتحدثون بهذا الكلام الذي نراه واضحاً في حقيقة وجوده، وحيث أنَّ الفرس كانوا- كما تقدم- على مذهب العامة منذ الفتح أيام الخلافة الإسلامية وحتى بداية القرن العاشر، ثم بعد ذلك تحولت مناطق كبيرة منها أيام الصفويين إلى التشيّع، حتى أعلن الشاه إسماعيل أنَّ المذهب الشيعي هو المذهب الوطني‌


[1] - دائرة المعارف الإسلامية: ج 14 ص 75، نقلًا عن فجر الإسلام/ أحمد أمين/ ص 91.

[2] - المصدر السابق/ ص 76، نقلًا عن تاريخ الخميس، للديار بكري: 2/ 321- 322.

اسم الکتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 360
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست