responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 310

الدين والدنيا في دينهم واستحللتُ بما كان من ذلك من اللَّه النقمة، وركبت المعصية في طاعتكم وتوطئة سلطانكم حتى عرفكم من كان يجهلكم وأوطأت غيركم العشواء (الظلمة) بالظلم والعدوان ...»[1].

المَنصور والعلويون‌

قد فعل المنصور بالعلويين ما فعل، وقد روى التاريخ عن بطش المنصور بأولاد عليّ بن أبي طالب عليه السلام ما تقشعر له الأبدان لشدة الفتك وضروب وفنون القتل وأنواع السجون في المطامير وبطون الأرض التي يحبس فيها هؤلاء.

يقول محمد عليّ طاهر: «وكان المنصور يحبس المتهمين السياسيين من آل البيت النبوي في مطامير ويقيدهم بالحديد، ويضربهم ويكسر أعضاءهم ويجلدهم، ويفقأ عيونهم، وكانوا لا يرون النور لا نهاراً ولا ليلًا، بل كانوا يعرفون الوقت بمرور زمن من قراءتهم أحزاب القرآن ..! وكان المنادي ينادي من حين إلى آخر بين هؤلاء المساجين: هاتوا أحدكم لنقتله، فيتسابقون على الموت»[2].

وقد فعل المنصور ببني الحسن بن عليّ خاصة اقسى ما يفعله الوحش الهائج، على أن للوحش الهائج حدوداً لهياجه وضراوته، أما المنصور فلم يعرف التأريخ لوحشيته حدوداً حتى مات، فقد أخذ من العلويين مشايخهم، مثل عبداللَّه المحض بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب- وكان هذا شيخ الطالبيين‌


[1] - الإمامة والسياسة: 2/ 132- 133.

[2] - ظلام السجن/ 401 عن الطبري ج 9. طبعة احياء الكتب العربية.

اسم الکتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 310
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست