responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 287

بيعة عليّ عليه السلام، وكذلك تخلّف أفراد آخرون عُرِفوا «بالقُعّاد» بعد ذلك.

وعندما تسلّم الإمام الحسن عليه السلام الخلافة- وهي خلافة فريدة من نوعها كما كانت خلافة أبيه عليّ عليه السلام كذلك، لأنّه اجتمع عليها أهل السُنّة والشيعة، فهي إمامة بالنصّ والشورى، فكانت جامعة لرأي المسلمين- إفتتح عهده الجديد بخطابه التاريخي الذي فيه مصارحة بما يستقبل المسلمين من مفاجآت وأخطار، ومن بعض فقرات خطابه:

نحن حزب اللَّه الغالبون، وعترة رسول اللَّه الأقربون، وأهل بيته الطيبون الطاهرون، وأحد الثقلين اللذيْن خلفّهما رسول اللَّه في أمته، نأتي كتاب اللَّه الذي فيه تفصيل كل شي‌ء، ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فالمعوّل علينا في تفسيره، ولا نتظنن تأويله، بل نتيقن حقائقه، فأطيعونا، فإنَّ طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة اللَّه ورسوله مقرونة، قال اللَّه عزّ وجلّ:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْ‌ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَ الرَّسُولِ‌. وقال تعالى: وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى‌ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ‌. ثم قال أخيراً: واحذّركم الإصغاء لهتاف الشيطان فإنّه لكم عدوّ مبين، فلا تكونوا كأوليائه الذين قال لهم: لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جارٌ لكم، فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إنّي بري‌ءٌ منكم إني أرى ما لا ترون‌.

فستلقون للرماح ورداً، وللسيوف جزْرا، وللعُمُد حطما، وللسهام غَرضا، ثم لا ينفعُ نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً[1]

. ثم نزل من على منبره فرتّب العمال وأمّر الأمراء ونظر في الامور[2].

وقد كتب الإمام الحسن عليه السلام- إبّان تسلّمه الخلافة بالكوفة- إلى معاوية كتاباً،


[1] - بحار الأنوار: 10/ 99 رواها هشام بن حسان على أنها بعض خطبته في البيعة له بالأمر، وراجع المسعودي.

[2] - روى هذا النصّ أكثر المؤرخين.

اسم الکتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 287
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست