responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 228

قوله أجازه وأكرمه وولّاه إمارة المدينة.

ولكن ليس كل الصحابة مثل أبي هريرة ممن يستحوذ عليه معاوية، فإنَّ فيهم من الكثرة التي لا يستهويها وعد، ولا يرهبها وعيد، فقد روى‌ سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن القاسم عن عمر بن عبد الغفار: انَّ أبا هريرة لما قدم الكوفة مع معاوية، كان يجلس بالعشيات بباب كندة ويجلس الناس إليه، فجاء شاب من الكوفة فجلس إليه فقال: يا أبا هريرة، أنشدك بالله، أسمعت رسول اللَّه يقول لعلي بن أبي طالب اللهمّ وال من والاه وعادّ مَنْ عاداه؟ فقال:

نعم.

فقال: فأشهد بالله لقد واليت عدوّه وعاديت وليّه، ثم قام عنه بعد أن لطمه هذه اللطمة الأليمة[1].

وروى‌ مسلم: أن معاوية بن أبي سفيان قال لسعد بن أبي وقاص: ما يمنعك أن تسبّ أبا تراب؟

فقال: أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له الرسول؟- فلن أسبّه- لأَنْ تكون لي واحدة منهن أحبُ اليّ من حُمر النعم! سمعت رسول اللَّه يقول له- لما خلفه في بعض مغازيه وهي غزوة تبوك- فقال عليّ له: يا رسول اللَّه: خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول اللَّه:

أما ترضى‌ أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى‌؟ إلّا أنه لا نبي بعدي‌

. وسمعته يقول يوم خيبر:

لاعطين الراية رجلًا يحب اللَّه ورسوله، ويحبه اللَّه ورسوله‌

، فتطاولنا لها فقال: ادعوا علياً، فأتي به أرمد، فبصق في عينيه، ودفع الراية إليه، ففتح اللَّه عليه، ولما نزلت هذه الآية: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ ... دعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله علياً وفاطمة والحسن والحسين وقال:

اللهمّ‌


[1] - أضواء على السُنَّة المحمدية للُاستاذ أبو ريّة: 216- 217.

اسم الکتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 228
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست