responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 202

وقد وقف علماء الشيعة مع أتباعهم في الجهاد ضد العدو المستعمر (الإنجليز) ووقفوا مع أهل السُنَّة الأتراك العثمانيين في محنتهم ضدّ الإنجليز في حين كان الشيعة في عهد حكومة أهل السُنَّة من المضطهدين (كما ذكرت ذلك كتب التاريخ التي نعرض عنها الآن)[1] وما ذلك إلّالنصرة الدين، لا نصرةً لغيره من الأتراك الذي عملوا اعمالًا همجية عدوانية منحرفة عن القرآن والسُنَّة، فإنَّ الدين المنحرف- الذي يؤمل اصلاحه- أهون من اللا دين والمسيحية والالحاد، ولهذا وقف علماء الشيعة مع الأتراك العثمانيين السُنّة ضد الكافر المستعمر، وهذا هو الذي عمله الأئمة عليهم السلام في تأييد الحكم بعد رسول‌اللَّه صلى الله عليه و آله رغم أنه يخالف نظرية الإمامة والولاية، وقد قال عليّ عليه السلام في ذلك العهد

فخشيت- إن لم أنصر الإسلام وأهله- أن أرى‌ فيه ثلماً أو هدماً[2]

وكان الخليفة (عمر) يقول ويكرر القول: «لا كنت لمعضلة ليس لها أبو الحسن»[3] و «لولا عليّ لهلك عمر»[4] فكان عليّ عليه السلام يحرص على‌ بقاء مظاهر الإسلام والدعوة الى عزّته ووحدة أهله، وحفظ التآخي بينهم ورفع الأحقاد من القلوب.

وقد عمل الإمام الحسن السبط عليه السلام مع معاوية حفاظاً على‌ الشريعة الإلهية مع ما يتوقع من الظلم والذل له ولأتباعه،: «وكانت سيوف بني هاشم وسيوف شيعته مشحوذة تأبى‌ أن تغمد، دون أن تأخذ بحقها من الدفاع والكفاح، ولكن‌


[1] - وبالإمكان الوقوف على تفاصيل اضطهاد العثمانيين للشيعة ومحاربتهم حتى‌ بأرزاقهم وذلك بالرجوع الى‌كتاب الشيعة والدولة القومية لحسن العلوي.

[2] - من كتاب لعليّ عليه السلام الى أهل مصر مع مالك الأشتر رقم الكتاب 62 نهج البلاغة تحقيق صبحي الصالح.

[3] - مناقب الخوارزمي: 58. تذكرة السبط: 87 وقال ابن المغازلي في ترجمة عليّ ص 79:« وإذا عجزوا عن حل‌مسألة قالوا معضلة وليس لها إلّاأبو الحسن».

[4] - هذه المقالة تكررت أكثر من سبعين مرة. مناقب الخوارزمي: ص 48 والاستيعاب: 3/ 39 وتذكرة السبط: 87. ومطالب السؤول: 13 وتفسير النيسابوري في سورة الأحقاف. وفيض القدير ج 4/ 357.

اسم الکتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 202
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست