responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 162

التيار جزءً من النبيّ صلى الله عليه و آله، وحينئذ فلابدّ من الإيمان بوجود عامل إضافي وراء الظروف والعوامل المحسوسة، وهو عامل الوحي (النبوة) الذي يمثّل تدخّل السماء في توجيه الأرض، قال تعالى‌: وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى‌ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ* صِراطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ[1].

العقيدة الثالثة (المعاد)

إنَّ من القيم الفطرية التي تكلمنا عنها قبل قليل ويدركها العقل الفطري: إنَّ الظالم والخائن جدير بالمؤاخذة فيستحقها، وأنَّ العادل الأمين الذي يضحي في سبيل العدل والأمانة جدير بالمثوبة فيستحقها، لهذا نجد دافعاً في أنفسنا من تلك القيم الى مؤاخذة الظالم وتقدير العادل. ولكن قد يحول دون تنفيذ ما نجده في أنفسنا حائل، ويوجد مانع (وهذا المانع قد يكون هو الخوف، أو العجز، أو المصلحة الشخصية العاطفية).

وبما أنّنا نؤمن بأنَّ اللَّه سبحانه وتعالى‌ عادل قوي قادر، إذن لا يوجد أي مانع من الموانع السابقة في تنفيذ ما أدركه عقلنا الفطري من الجزاء للعادل والعقاب للظالم الخائن، ولهذا نؤمن بأنَّ اللَّه سبحانه وتعالى‌ له حقّ في أن يجازي المحسن على‌ إحسانه، وله أن يعاقب المسي‌ء على إساءته.

وبما أنّنا نرى‌ أنَّ في هذه الحياة الدنيا قد يتخلف هذا الأمر- مع أنه مقدور لله تعالى‌- برهن ذلك على وجود يوم مقبل للجزاء يجد فيه من عمل عملًا


[1] - الشورى‌: 52- 53.

اسم الکتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 162
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست