وهذا
العالَم الجديد الذي فتحه النبيّ صلى الله عليه و آله بواسطة القرآن الكريم للناس،
فصارت المصلحة العامة هي الهدف، وبذلك تحقق الشرط الأساسي لضمان تحرك الإنسان نحو
المصالح العامة.
والخلاصة:
إنَّ نتيجة ظروف القائد النبيّ صلى الله عليه و آله جاءت أكبر من الظروف والعوامل
المحسوسة بحكم الاستقراء للحالات المماثلة.
إذن
من كل ما تقدم نستنتج بصورة قاطعة، وجود شيء غير منظور وراء تلك الظروف والعوامل
المحسوسة وهو النبوة، ولنقرب إليك الأمر بهذا المثال:
إذا
تسلمت رسالة من أخيك وكان صبيّاً في السابعة من عمره في المدرسة الإبتدائية، ولكن
كانت لغة الرسالة عبارة عن جمل بليغة ذات قدرة فنيّة، وكانت الرسالة مشتملة على
أفكار منسقة عرضت بصورة مثيرة، فهنا سوف تستنتج أنّ شخصاً مثقفاً واسع الإطلاع قد
أملى الرسالة على أخيك الصبي شيئاً من هذا القبيل.
إذن
هذه الرسالة العالمية المتمثلة (بالقرآن) وبالسُنّة المحمدية هي أكبر من الظروف
والعوامل التي مرَّ استعراضها، فالطفرة الكبيرة من مجتمع القبيلة بكل جوانبه الى
الإيمان بفكرة المجتمع العالمي الواحد، ومن المجتمع الوثني الى دين التوحيد الخالص
الذي صحح كل الأديان السابقة عليه، وأزال زيفها وأساطيرها، والمجتمع الفارغ تحول
الى طليعة حضارية أنارت الدنيا كلها، كل هذا مفاجأة من رجل اميّ كما تقدم.
نعم،
برز تيّار جديد من تربية النبيّ صلى الله عليه و آله لأصحابه الذين آمنوا به فكان
هذا