responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 119

واقتطاعه، وقلّ أنْ يكون في الصحابة من سلم من لسانه أو يده الى كثير من أمثال ذلك مما رواه التاريخ. وكان التابعون يسلكون بالصحابة هذا المسلك ويقولون في العصاة منهم هذا القول، وإنّما اتخذهم العامة أرباباً بعد ذلك، والصحابة قوم من الناس، لهم ما للناس وعليهم ما عليهم، مَنْ أساء منهم ذممناه، ومن أحسن منهم حمدناه، وليس لهم على غيرهم كبير فضل إلّابمشاهدة الرسول ومعاصرته لا غير، بل رُبَّما كانت ذنوبهم أفحش من ذنوب غيرهم، لأنهم شاهدوا الأعلام والمعجزات، فمعاصينا أخف لأننا أعذر»[1].

3- مذهب الصحابي‌

وبعد أنْ عرفنا من البحث عدالة الصحابي، وأثبتنا عدم صحة هذه القاعدة، رأينا إكمالًا للبحث أن نتعرض الى البحث الأصولي الذي ذكره بعض العلماء، ألا وهو بحث (مذهب الصحابي) ويريدون به: القول أو السلوك الذي يصدر عن الصحابي ويتعبد به من دون أن يُعرف له مستند. وكأنَّ هذا البحث متفرع على عدالتهم أو افتراضها، أو متفرع على من ثبتت عدالته على الأقل منهم، أو كأنَّ هذا البحث هو ثمرة البحث السابق، حيث يقال: بأنَّ البحث في عدالة الصحابي ثمرتها قبول قولهم أو سلوكهم، والتعبد به وإنْ لم يعرف له مستند، فيكون عملهم سُنَّة كسُنَّة الرسول صلى الله عليه و آله وهذا شي‌ء كبير يفوق الكلام الذي يصدر من البعض في عدم جواز سَبِّهم ولعنهم وإن عملوا ما عملوا.


[1] - ضحى‌ الإسلام: 3/ 75- 76.

اسم الکتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست