responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 118

قد فرّقت المسلمين تفريقاً لم يجتمعوا بعده الى الآن‌[1]. انتهى كلام الدكتور طه حسين.

أقول: إنَّ هذا المنهج الذي سلكه الدكتور طه حسين، هو الذي يمكن له أن يجمع كلمة المسلمين ثانية إذا تعاهدوا عليه، وكان عملهم ونيّاتهم صادقة لله، يقبلون ما أدّى‌ إليه الدليل العلمي الديني الصحيح، وينبذون ما كان خلاف ذلك، وبذلك يصلوا الى تاريخ إسلامي ناصع، وتشريع إلهي متين مبتنٍ على القرآن والسُنَّة العملية والصحيحة بإتفاق المسلمين، ولا حاجة لنا لتنزيه بعض الناس في الصدر الأوّل من الإسلام وقد عملوا ما يندى‌ له جبين الإنسانية، مادام لنا في الكثرة الكثيرة من صحابة الرسول الذين بقوا على منهجه ورسالته، فإنَّ التدليس على الناس في الصحابة المنافقين والعاصين جريمة لا تغتفر وخداع بذي‌ء يؤدي بنا الى تغيير وجه الإسلام والتاريخ الإسلامي وحتى‌ تشريعه السماوي المتين.

وقد ذكر الدكتور أحمد أمين في (ضحى‌ الإسلام) من رسالة لبعض الزيدية وهي: «إنا رأينا الصحابة أنفسهم ينقد بعضهم بعضاً، بل يلعن بعضهم بعضاً، ولو كانت الصحابة عند نفسها بالمنزلة التي لا يصح فيها نقد ولا لعن لعلمت ذلك من حال نفسها، لأنَّهم أعرف بحالهم من عوام أهل دهرنا، وهذا طلحة والزبير وعائشة، ومن كان معهم وفي جانبهم، لم يروا أنْ يمسكوا عن عليّ، وهذا معاوية وعمرو بن العاص لم يقصروا دون ضربه وضرب أصحابه بالسيف، وكالذي روي عن عمر من أنه طعن في رواية أبي هريرة، وشتم خالد بن الوليد وحكم بفسقه، وخوّن عمرو بن العاص ومعاوية ونسبهما الى سرقة مال الفي‌ء


[1] - الفتنة الكبرى‌( عثمان): 170- 173.

اسم الکتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست