responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تذكرة الخواص من الأمة بذكر خصائص الأئمة المؤلف : سبط ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 216

الكلام على الحديث‌

قال محمّد ابن شهاب الزّهري: إنّما خلّفه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في أهله كما فعل موسى بأخيه هارون عليهما السّلام، لمّا ذهب موسى إلى الميقات، و كانت المدينة قد خلت من الرّجال و خاف عليها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و تحدّث المنافقون فقالوا: كره مسيره معه، فبلغ ذلك عليّا عليه السّلام فشقّ عليه، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذلك تطيّبا لقلبه و قال: «أنت خليفتي في أهلي»، و إنّما قال: «لا نبيّ بعدي»، لأنّه نسخ بشرعه جميع الشّرائع.

و اتّفق علماء السّير على أنّ عليّا عليه السّلام لم يفته مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مشهد[1] سوى تبوك، و اتّفقوا على أنّه لم يجر فيها قتال، و سئل جدّي رحمه اللّه عن هذا، فقال: فقدت الحرب الشّجاع، فمن يقاتل؟!

و قال الزّهري: معنى قول معاوية لسعد؛ ما منعك أن تسبّ أبا تراب؟ استفسار لامتناع سعد عن ذلك؛ لأنّ معاوية كان يلعن عليّا و ولديه الحسن و الحسين و محمّد ابن الحنفيّة أيضا، و كان سعد قد تورّع عن مسبّة أمير المؤمنين و لم يزل على ذلك، فلمّا استقر الأمر لمعاوية بعد وفاة أمير المؤمنين دخل على معاوية فقال له‌[2]:

السلام عليك أيّها الملك، فضحك معاوية و قال: يا أبا إسحاق، ما يضرّك لو قلت يا أمير المؤمنين؟[3] فقال سعد: و اللّه لا أقولها أبدا، أتقولها يا معاوية جذلان ضاحكا،


[1] - أ: أنّ أمير المؤمنين لم يتخلّف مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مشهدا ...

[2] - كذا في خ، و في ك: و أمّا قول معاوية ... أبا تراب؟ فإنّ معاوية لمّا سبّ عليّا عليه السّلام‌[ ض: كرّم اللّه وجهه‌] و أمر الناس بذلك تورّع سعد عن مسبّته و لم يأخذه في اللّه لومة لائم. قال علماء السّير: و لمّا استشهد عليّ عليه السّلام و استقرّ الأمر لمعاوية دخل عليه سعد فقال: السلام ...

[3] - خ: ما ضرّك لو قلتها- يعني أن تسلّم عليّ‌[ أ: يسلّم عليه‌] بإمرة المؤمنين ...

اسم الکتاب : تذكرة الخواص من الأمة بذكر خصائص الأئمة المؤلف : سبط ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 216
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست