و
قال الشّعبي[2]: كان سعد
قد اعتزل النّاس أيّام فتنة عثمان رضى اللّه عنه و لم يخض فيما خاض فيه غيره، و
كان صاحب كرامات و دعوة مستجابة، و من كراماته ما ذكره مسلم في صحيحه؛ أنّه كان
بالبادية في إبله، فجاء إليه عمر بن سعد، فلمّا رآه من بعيد قال: أعوذ باللّه من
شرّ هذا الرّاكب، فنزل فسلّم عليه و قال: يا أبت، تركت النّاس يتنازعون الملك و
نزلت في إبلك و غنمك و باديتك؟ فضرب سعد في صدره و قال له: مه- أو اسكت- سمعت رسول
اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «إنّ اللّه يحبّ العبد الغنيّ التقيّ الخفيّ»[3].
و
هذا عمر بن سعد هو الذي قتل الحسين عليه السّلام و فعل به و بأهله ما فعل، فانظر
إلى فراسة سعد فيه، حيث قال: أعوذ باللّه من شرّ هذا الرّاكب.
حديث
في إخاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعليّ عليه السّلام[4][5]
قلت:
و قد روى أحمد بن حنبل في الفضائل حديثا في المؤاخاة، فقال: حدّثنا الحسن بن عليّ
البصري[6]، حدّثنا
أبو عبد اللّه الحسين بن راشد الطّفاوي،
[2] - الشّعبي، هو عامر بن شراحيل، أبو عمرو الكوفي،
وثّقه غير واحد.( تهذيب الكمال 14/ 28 رقم 3042).
[3] - رواه مسلم في الحديث 11 من كتاب الزهد و الرقائق
من صحيحه 4/ 2277 تحت الرقم 2965 مع اختلاف يسير في اللفظ، و أحمد بن حنبل في مسند
سعد بن أبي وقّاص من المسند 1/ 168 مع اختلاف في اللفظ.
و رواه أيضا بما يقرب معناه في ص
177 من المصدر المتقدّم.