يا
أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَ لا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا
الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَ
كَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَ رُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ
رُسُلِهِ وَ لا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ ...[2].
ثانيا:
أنّ المقطع يتناول بعض الأحداث ذات الدلالة على نبوّة موسى عليه السّلام، و
المواثيق الغليظة المأخوذة على اليهود بصدد الامتثال و الطاعة، و موقف اليهود من
ذلك و المخالفات التي ارتكبوها، سواء فيما يتعلق بالجانب العقيدي من الفكرة أو
بالجانب العملي التطبيقي منها.
و
على أساس هاتين الملاحظتين يمكن أن نستنتج:
أنّ
هذا المقطع من القصّة جاء ليوضح أنّ موقف اليهود من الدعوة بطلبهم المزيد من
الآيات و البينات ليس نابعا من الشك بالرسالة، و إنّما هو موقف شكلي ذرائعي يستبطن
الجحود و الطغيان؛ و لذا نجد المقطع يكتفي بعرض هذا الطلب العجيب الذي تقدّم به
اليهود الى موسى عليه السّلام، و يضيف إلى ذلك المواثيق التي اخذت منهم في الطاعة
و نكولهم عنها بمخالفاتهم العديدة، الأمر الذي يكشف عن إصرارهم على الجحود و الطغيان
و أنّهم يتذرعون بمثل هذه المطالب.
و
قد فرض السياق العام للسورة الكريمة تكرار القصّة على أساس إيضاح