و
بهذا تصبح البتول مريم عليها السّلام قد اعدّت إعدادا إلهيّا غيبيا و بشريا لهذه
الولادة الفريدة في تاريخ البشرية.
و
قد تظافرت النصوص عن طريق أهل البيت عليهم السّلام و طريق الجمهور و بأسناد صحيحة
عندهم عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «إنّ أفضل نساء الجنّة أربع:
خديجة
بنت خويلد، و فاطمة بنت محمّد، و مريم بنت عمران، و آسية بنت مزاحم امرأة فرعون»[2].
و في رواية اخرى تقديم اسم فاطمة على الجميع.
ب-
الحمل- الولادة- النبوة:
الخلوة:
1-
لقد اختتلت مريم و انتبذت- في وقت من الاوقات- من أهلها إلى مكان شرقي كانت قد
اتخذت فيه حجابا من دونهم يسترها عنهم، و لم يحدّد القرآن الكريم هذا المكان
الشرقيّ، فقيل فيه: إنّه شرقيّ المعبد الذي كانت تتخذه للعبادة، حيث كانت قد
اعتزلت فيه إلى مكان شرقيّ، و اتخذت فيه حجابا، حيث كان لا يدخل عليها فيه إلّا
زكريا عليه السّلام.
و
قيل فيه: إنّها كانت تقيم في المعبد إذا حاضت خرجت منه، و أقامت في بيت