و
كانت الخطوة الخامسة في هذا الإعداد: أن آتى اللّه- سبحانه و تعالى- يحيى الحكم و
هو النبوّة- على رأي بعض المفسرين، أو الحكمة و فصل النزاعات على رأي آخر- في
صباه، و كان مثالا و قدوة للصفات التي أراد اللّه- تعالى- أن يتصف بها عيسى عليه
السّلام؛ ليكون بوجوده الشريف حجّة و دليلا على هذا النبي الجديد المصطفى[2].
و
كانت الخطوة السادسة في هذا الإعداد هو: الاصطفاء و الاجتباء لمريم لهذه المهمّة
الصعبة، و هي: حمل و ولادة عيسى عليه السّلام من غير أب؛ لأنّها تحتاج إلى طهارة
[2] - بهذا يمكن تفسير هذا الاقتران- في سورة مريم- في
عرض شخصية يحيى و عيسى عليهما السّلام في سورة مريم، ثمّ التشابه في الصفات بينهما
في هذا العرض و ذكر قصّة ولادته و صفاته قبل ذكر قصّة عيسى عليه السّلام خصوصا أنّ
القرآن الكريم هنا يقرن بين الولادتين دون تمهيد و دون ربط بينهما في الحديث غير
السياق، و يختم كلا من القصتين بالسلام عليهما.