و
قد يأس نوح عليه السّلام من هداية قومه و إيمانهم بعد أن أخبره اللّه تعالى، و كان
قد تبيّن العناد و الإصرار على التكذيب في قومه، فنادى ربه بذلك، ثم حصل له اليأس
من هدايتهم بعدم إيمانهم بعد أن أخبره اللّه- تعالى- بذلك، كما أشارت إلى ذلك
الآية السابقة، و قد كان قومه يطالبونه بما كان يعدهم من إنزال العذاب، و هو يؤكل
ذلك إلى اللّه تعالى، و في الوقت نفسه يواصل دعوته لهم.
إلّا
أنّه بعد إخبار اللّه- تعالى- له بذلك هنا، نجد نوح عليه السّلام يعبّر عن هذا
اليأس في عدة مواقف:
أ-
إعلان القطعية و البراءة من قومه، كما أشارت إلى ذلك الآيات الكريمة السابقة.
[2] - اليأس من الهداية لا يصح إلّا باخبار اللّه
تعالى، و كذلك قطع الصلة و البلاغ، و لذلك عاتب اللّه- سبحانه- نبيه يونس و ابتلاه
بالحوت؛ لأنّه ذهب مغاضبا كما يعبّر القرآن الكريم، و لهذا لسبب- على ما يبدو من
القرآن الكريم- لم ينزل العذاب على قوم يونس مع أنّهم كانوا قد كذبوه في رسالته
كما يشير القرآن الكريم إلى ذلك في سورة يونس، و أمّا نوح عليه السّلام فقد أخبره
اللّه بذلك.