responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 488

والحقيقة بنفسه من مدح أو ذمٍّ، ويعرّفوني محاسنه ومساوئه، فالإنسان- مهما كان- أعمى عن عيوبه وأصمّ بنفسه عن سيّئاته.

وإنّي لا محالة أعتدّ ذلك منهم عليّ فضلًا وشهامةً ونُبلًا.

كما أنّي على يقين أنّهم إذا تربّعوا على منصّة الحكم سوف لا يحكمون إلّا عدلًا ولا يقولون إلّاقسطاً من غير ما تعصّب ديني وسوء أدب أخلاقي ولا مداخلةٍ للأغراض والأهواء، واللَّه (سبحانه) هو الرقيب على ذلك والحسيب، فهو (جلّ شأنه) الذي لا تخفى عليه خافية، وهو على كلّ شي‌ء شهيد.

كما أنّ أشدّ رجائي وبغيتي ممّن يقع في يده كتابي هذا أن لا ينبذه في زاوية الإهمال، ولا يضعه في روزنة الإغفال، ولا يأخذه ليملأ به فراغاً من قماطير كتبه، أو يسدّ به فوّهة من غرفة بيته! فمن لا يجد في نفسه نشاطاً لمطالعته وسبره إلى غايته فاللَّه والذمّة والضمير رقباء عليه خصماء له أن يرجعه من حيث استلمه، ويردّه من حيث أخذه، ويسترجع ما دفع بإزائه من ثمنه الزهيد فضلًا عمّا لو وصل إليه بغير ذلك، ويكون قد صنع جميلًا وأسدى معروفاً!

الثالث: أنّه قد مضت سنّة القديم وجرت عادة الحديث عند أكثر أرباب التأليف أن يقدّموا مؤلّفهم هدية لملك من ملوك زمانهم أو لوزير من الوزراء أو رئيس من الأعيان والوجهاء، أو لأُستاذ معلّم، أو لمربٍّ مقوّم، أو لصديق عريق، أو لأخ في الفضل شقيق، أو لغير ذلك من ذوي الميزة والاختصاصيات وذوي الحقوق على صاحب ذلك التأليف أو الشهرة الكافية.

أمّا هذا الضعيف فلا أجد أحقّ وأليق من أن أجعل دعوتي هذه هديةً باسم روحانية صاحب هذا الدين المقدّس وأوصيائه وخلفائه الكرام، فإنّنا إن علمنا شيئاً فمن رشحات علومهم، أو أصبنا حسناً فمن نفحات حسناتهم، وإن تقدّمنا

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 488
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست