responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 445

ألست تعلم أنّ اللَّه (جلّت حكمته) إنّما رزق الجنين وهو في غشاوته بلا سعي وطلب إنّما هو لأنّه لم يملّكه بعدُ أدوات الطلب ولم يمكّنه من آلات الكسب؟!

وحاشا لعنايته أن تضيع صنعاً، أو تهمل خلقاً، أو تكلّف محالًا وشططاً.

أمّا الإنسان فقد مكّنه وملّكه، وقوّاه وأقدره، وسهّل السبيل له ويسّره، ودلّه بغريزة العقل الداخلي والتعليم الخارجي على كلّ ما به صلاحه وفساده وما يكمل ويهنأ به معاشه ومعاده.

فكيف يصحّ القياس ويتمّ التمثيل؟!

ولكنّه شعر، والشعر إلى تمثيل الصور والأوهام أقرب منه إلى تمثيل الحقائق على الأغلب!

وفي هذا مقنع وكفاية إن شاء اللَّه.

الثامن: في الاستعدادات واختلافها وتنوّعاتها.

عساك في وهلة النظر وبادئ الأمر تبادر في السؤال: أنّه إذا كانت الفضائل والرذائل والمحاسن والمقابح والخيرات والشرور كلّها مقدّرة علينا قبل صدورها معجونة فينا قبل وقوعها تصدر عنّا بأوقاتها باختيارنا ودواعينا والمبادئ المتيسّرة لنا، فما بالنا لا نتساوى فيها ولا نتماثل ولا نتشابه ولا نتشاكل؟!

وإذا كانت مختلفة باختلاف الطبائع والغرائز والأُصول والمعادن- كما ورد:

«الناس معادن، كمعادن الذهب والفضّة»[1]- عادت المحاذير، ولم يمكن فعل الحسن ولا ترك القبيح، ولم يفضّل السعيد على الشقي؛ لأنّ كلّ امرئٍ حينئذٍ يجري على‌


[1] قارن: مسند أحمد 2: 498 و 539، الكافي 8: 177، جامع بيان العلم 1: 19، مشكاة المصابيح 1: 103، كنزالعمّال 10: 149 و 169.

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 445
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست