responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 444

فانظر هنا إلى شرف شريعة الإسلام، وانظر كيف جمعت من السعادة فأوعت، وأخذت بأطراف الحكمة ونواميس الاعتدال والصحّة!

وحقّ لها أن تكون خاتمة الشرائع بما أنّها أكمل الأديان وأتمّ المقوّمات والمسنونات الإلهية لصالح البشر.

وإذا أحطت ببعض أسرارها علماً ووقفت على لمعة من رموزها مستيقناً فاسجد صعقاً لأنوارها شاكراً لألطافها مستسلماً لحقيقتها، ولا تذكر عندها يهوديةً ولا نصرانيةً ولا برهميةً ولا مجوسيةً.

واللَّه الموفّق للسعي والوصول إلى الحقائق لي ولك إن شاء اللَّه.

وحينما عرفت أنّ الجدّ والسعي والطلب له مقام من الأهمية في الشريعة الإسلامية، وأنّه من نواميس عمارة العالم، ولولاه لاختلّ النظام وبطل الإتقان والإحكام، وأنّ شيئاً من حديث القضاء والقدر والتوكّل على اللَّه والزهد في الدنيا لا يثلّ شيئاً من ذلك العرش ولا يصدم حاشية من ذلك الحصن المنيع، فسوف يتجلّى لك خطل بعض الأقوال وخطأ الخطوات عن مدرجة الصواب ومحجّة الحقيقة، وتودّ أن لا يكون جرى قلم القائل بقوله:

جرى قلم القضاء بما يكون‌

فسيّان التحرّك والسكون‌

بل وتعدّ ضرباً من الجنون قوله بعد ذلك:

جنونٌ منك أن تسعى لرزقٍ‌

ويُرزقُ في غشاوتهِ الجنين!

وهو وإن أحسن شعراً، ولكنّي أحسبه أساء شعوراً!

أفلست ترى ما أفيل الحجّة[1] وأفسد القياس وأضعف البرهان؟!


[1] ما أفيل الحجّة، أي: ما أضعفها وأخطأها.( لسان العرب 10: 370).

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 444
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست