responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 442

والألطاف النافعة.

وبالعزيز على شرف الإسلام وشريعته وعلى رغم موحياتها المقدّسة أن يُفهم منها خلاف مناحيها الحيّة ومقاصدها الجليّة.

فإنّ المراد بتلك العظات والآيات: أن لا تركن النفوس إلى الدنيا وتخلد إليها وتشتدّ علاقتها بزينتها وزخرفها، حتّى لا تحسب شيئاً من النعيم سواها ولا ترى منزلة من السعادة وراءها.

وليس المراد: أن تركن إلى البطالة وتخلد إلى الكسل وتتقاعد ضاربةً بكفّها على وجه السعي والعمل.

كلّا، ثمّ كلّا، وإنّما جوهر الغرض وغاية القصد هو ما ذكرناه من: أنّ الغاية الفذّة من نواميس هذه الشريعة التي امتازت عن كلّ شريعة سواها هي تعديل النفوس ووضعها في حدّ الوسط من الكمالات، (والوسط هو الكمال كلّه). يُراد من النفوس أن لا تتّكل على القضاء والقدر وتتوانى عن العمل، فيختلّ نظام العالم المبتني على دعائمَ من أحكمها الحرصُ وحبّ الاستكثار الباعثان على الجدّ والجهد، ويتفرّع عليهما توسعة العمران وتمهيد الحضارة.

ثمّ تعديلًا لهذه الغريزة أن تذهب بالإنسان كلّ مذهب من الشرّ والجشع فتفوته السعادة الجوهرية والحياة الدائمة- وهي الخير كلّه وما سواه مقدّمة له- استُصلحت تلك الغريزة بالتوكل على مسبّب تلك الأسباب والاستعانة به، والنظر في كلّ حركة ومسعاة إلى أنّه هو الميسّر والمدبّر الذي أوجد كلّ سلسلة الأسباب والمسبّبات، بل والسعاة إليها.

ثمّ هي بعدُ لم تخرج عن حيطة ملكوته وسلطان مشيّته، فلا يعتمد الإنسان على سعيه كلّيةً، ويحسب أنّه المؤثّر والموجد، فيعزل اللَّه عن سلطانه، ويخرجه‌

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 442
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست