responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 441

لوهم أنّه مسوق إلى الإنسان على رغم توانيه ونشاطه سعى إليه أم تقاعد عنه، فقال في مقام آخر من تعداد مننه وألطافه: «هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَ كُلُوا مِنْ رِزْقِهِ»[1]، فقرن الرزق بالسعي في الأرض التي ذلّلها للسعي والطلب.

وإذا تصفّحت الكتاب والسنّة المقدّسين وجدت فيهما شواهد صدقٍ على ذلك لا تُحدّ ولا تُجحد، وسيمرّ عليك كثير منها في غضون دعوتنا هذه قصداً أو استطراداً.

ولا يصادم شيئاً من ذلك ما ورد من الحثّ على الزهد في الدنيا والرغبة عنها، وهو الأكثر والأظهر على لهجة الكتاب الكريم ولسان السنّة النبويّة[2]، بل وكأنّ إليه القصد والعناية، وهو الأصيل بالبيان والغاية من البعثة والرسالة.

ولكن الأفهام والأوهام وبالأسف كأنّها قد حوّرته عن وجهته وحارت به عن قصده وخِطّته، وأضاعت جوهر ما توعز إليه تلك العلاجات الناجعة


[1] سورة الملك 67: 15.

[2] في الكتاب الكريم كثير من الآيات تشير لهذه المسألة، فراجع أغلب سوره.

وأمّا السنّة النبويّة فالأحاديث بهذا الشأن كثيرة، منها:« طوبى‌ لمن تواضع للَّه‌عزّ ذكره، وزهد فيما أحلّ له من غير رغبة عن سنّتي، ورفض زهرة الدنيا من غير تحوّل عن سنّتي».( تحف العقول 30).

ومنها:« الزهادة في الدنيا ليست بتحريم الحلال ولا إضاعة المال، ولكن الزهادة في الدنيا أن لا تكون بما في يديك أوثق منك بما في يد اللَّه، وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أنت أُصبت بها أرغب منك فيها لو أنّها أُبقيت لك».( كنز العمّال 3: 181).

ومنها:« أفلح الزاهد في الدنيا، حظي بعزّ العاجلة وبثواب الآخرة».( شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3: 331).

وراجع كذلك: الكافي 2: 128- 137، جامع بيان العلم 2: 18، كنز العمّال 3: 181- 240.

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 441
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست