responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 400

قد ذكروا لتوضيح هذه المشكلات مثلًا مناسباً لاستنزال تلك الشامخات من أوج منعتها إلى فسحة الأذهان بحسن البيان‌[1]، ويحسن هنا إيراده بتوضيح واختصار.

وهو: أنّ صورة العالم بعينها كصورة إنسان، فكما أنّ لأفعال الإنسان- عند صدورها منه وبروزها من مكامن غيبها إلى مظاهر شهادتها- أربع مراتب، فهي أوّلًا في مكمن روحه الذي هو غيب غيوبه على غاية الخفاء، كأنّها غير مشعور بها لغاية الصفاء والقرب من التجرّد، ثم تتنزّل إلى مخزن قلبه عند استحضارها وإخطارها بالبال كلّية، ثمّ تتنزّل إلى مخزن خياله مشخّصة جزئية، ثمّ ينبعث شوقه وإرادته إليها، فتتحرّك الأعضاء عند إرادة إيجادها، فتظهر منه في الخارج، فكذلك لما يحدث في الخارج من الحوادث بحسب مادّته وأسبابه؛ إذ الأُولى بمنزلة العناية، والثانية بمنزلة القضاء، والثالثة بمقام القدر، والرابعة بمثابة الصور الحادثة في الموادّ العنصرية.

ولعلّك إذا نظرت إلى حالك في محفوظاتك من قرآن أو حديث أو شعر أو غير ذلك- عند إرادة تلاوتها وإبرازها إلى خارج الوجود- وجدتها مطابقة لذلك.

ولعلّ إلى بعض هذه المراتب الإشارة بقوله (تعالى): «وَ الطُّورِ* وَ كِتابٍ مَسْطُورٍ* فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ* وَ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ* وَ السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ* وَ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ»[2]. ومن الجائز- والعلم للَّه- أن يكون الطور إشارة إلى العرش والعناية


[1] لاحظ الحكمة المتعالية 6: 298- 299.

[2] سورة الطور 52: 1- 6.

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 400
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست