responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 398

ولا شكّ أنّها متعالية عن تعلّق الزمان مقدّسة عن تغيّر الحدثان، فالقضاء مثلها.

الثالث: في محلّ القدر.

كما أنّ العالم الروحاني بجوهره المجرّد محلّ القضاء، فالعالم الجسماني- أعني: هذه الكرات المتحرّكة على مداراتها والنظامات المستديرة على شموسها ومنه نظامنا الشمسي بسيّاراته وأقماره وأُروضه- هو محلّ القدر باعتبار نفوسه المحرّكة له.

فإنّ كلّ متحرّك لابدّ له لا محالة من قوىً محرّكة دافعة أو جاذبة، ولا شكّ أنّ تلك القوى ليست أُموراً محسوسة ولا هي المادّة نفسها، فهي من عوالم ما وراء الشهادة وممّا بعد الطبيعة.

لذه القوى هي محلّ القدر؛ إذ الصور الكلّية في عالم القضاء لغاية الصفاء لا تترائى ولا تتمثّل لغيرها؛ لشدّة نوريّتها، كمرآة مضيئة تردّ البصر عن إدراك ما فيها من الصور بشعاعها، فتنتسخ تلك الصور الجزئية في لوح تلك النفوس، كما تنتقش في قوّتنا الخيالية صورٌ شخصية من معلوماتنا الجزئية.

وهذا العالم هو: عالم الملكوت وصقع الملائكة العمّالة بإذنه (تعالى) المسخّرة بأمره المدبّرة لأُمور العالم بإعداد الموادّ وتهيئة الأسباب. فمحلّ القدر هو عالم الملكوت، كما أنّ محلّ القضاء هو عالم الجبروت.

وفي هذا العالم- أعني: عالم الملكوت- تتعاقب الحركات وتتلاحق الأوضاع، فتتوالى الصور على تلك القوى الجسمانية المعبّر عنها عندهم:

بالنفوس الفلكية[1]، ويتواتر الفيض على الموادّ متتاليةً حسب استعدادها للصور


[1] قارن: اللمحات( ضمن الرسائل الثلاث لشيخ الإشراق) 163، المباحث المشرقية 1: 504، شرح الإشارات‌للطوسي 3: 116، مطالع الأنظار 292، حاشية الجرجاني على المطالع 292 وما بعدها، أسرار الآيات 111، الحكمة المتعالية 6: 295 و 7: 124، مقدّمة الشواهد الربوبية 238- 239، گوهر مراد( فارسي) 121، كشّاف اصطلاحات الفنون 2: 1398 و 1399.

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 398
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست