responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 397

والاستعداد؛ إذ هي فعليات محضة غير واقعة في صراط الحركة والاستكمال مدركة لذواتها ولما عداها بذواتها، فهي أنوار قاهرة مؤثّرة فيما دونها من النفوس والأجرام بتأثير اللَّه فيها.

فقاهريتها التي هي تأثيرها في غيرها رشحٌ من قاهرية اللَّه وأثر من آثار قدرته، كما أنّ ذواتها ونوريتها سُبحة من سُبحات وجهه.

وبهذا الاعتبار تسمّى هذه المجرّدات: بالملائكة المقرّبين والروحانيّين والكرّوبيّين. وهم سادات الملائكة، وعالَمها عالم القوّة والقدرة، وجبر نقصانات إمكانها وإمكانات ما دونها بما تُفيضه من فيضان الحقّ عليها من الكمالات.

وبهذا الاعتبار من الجبر والقاهرية تسمّى: بعالم الجبروت، وهي صورة صفة جبّاريته (تعالى).

ومعلوم أنّ تلك الحقائق والكمالات الفائضة منها لو لم تكن ثابتة فيها حاصلة لها لم يمكن فيضانها عنها.

فإذاً تلك الحقائق الإمكانية بأعيانها وكمالاتها منتقشة فيها، وهذا النقش والارتسام هو صورة القضاء الإلهي، ومحلّه عالم الجبروت وأُمّ الكتاب واللوح المحفوظ الذي رسم القلم الأعلى والعقل الأوّل فيه تلك النواميس، وعنه يفيض إلينا كلّ ما نصيبه من الحقائق والعلوم الصحيحة: «اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ»[1].

وتلك الجواهر المجرّدة هي إحدى خزائن غيبه: «وَ إِنْ مِنْ شَيْ‌ءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ»[2].


[1] سورة العلق 96: 3- 5.

[2] سورة الحجر 15: 21.

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 397
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست