responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 362

اللهمّ، فاحمل عبادك عليها واهدهم إليها، فإنّهم تائهون في الضلالة خابطون في الجهالة، كبراؤهم أضلّوهم وأهل الفتيا فيهم فتنتهم الدنيا ففتنوهم، ومنك العون والعناية وأنت ولي التوفيق والهداية.

حناناً منك يا من عمّت نعمته ووسعت كلّ شي‌ء رحمته، يا مكوّن الأكوان ومبدِئ الكيان، يا هادي المضلّين.

لعمر العقل إنّه ما من أثر خير وبركة ونجاة من سوء وهلكة إلّاوهي به وإليه وعنه وعليه. وإنّي طالما أُخاطبه بالتحية وأسوق إليه ثنائي عن ابتهاج ومودّة قلبية قائلًا في خطابه: للَّه‌أنت ما أشرفك! ما أمجدك! وسلام عليك: (ماذا فقد من وجدك، وماذا وجد من فقدك؟) وهل انتشر صيت عالِم في العالَم إلّابك؟

وهل طار في الآفاق صوت نبل وشرف إلّابتعليمك وأدبك؟ فلا حَرَمنا اللَّه من خيراتك، ولا أعدمنا جزيل بركاتك.

ولا تحسبنّ أنّي أُحيي معدوماً، أو أنّي قد جرّدت لخطابي أمراً موهوماً..

كلّا، فإنّك ما صرت محلّاً للخطاب إلّابه وما نلت شرف الشعور إلّابسببه.

ولو ساعدنا الوقت والفراغ لأريناك جميل أثره في نواميس حياة العالم، وما صبّه من السعادة على نوع بني آدم.

لا أعني ما أفاده من كرم الأخلاق وتهذيب النفس بالعفّة والحياء، والصدق والصفاء، والكرم والوفاء، والصبر والصيانة، والرصانة والمتانة، وحفظ العهد والأمانة، وترك الكذب والرياء، والعجب والكبرياء، إلى غير ذلك ممّا تكفّل به علم الأخلاق، فإنّ ذلك كلّه أثرٌ من آثاره ولمحةٌ من أنواره، بل ما لم تسمع بطرزه ولا كشف لك أحدٌ عن سرّه ورمزه، ولكن:

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 362
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست