responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 363

شرح اين هجران واين درد جگر

اين زمان بگذار تا وقت ديگر[1]

وهل- بعد هذا كلّه- تحسن المخاطبة والمجادلة الصحيحة مع من أنكر تحسينه وتقبيحه، وقد اتّضح أشدّه لديك وتجلّى غايته عليك أنّ من أنكر ذلك فقد أبطل آثاره، ومن أبطل آثاره فقد أبطل ذاته وحقيقته، ومن أبطل ذاته فذاك لأنّه للعقل والشعور عادم وهو ملحق بالبهائم! وأنّها:

منزلة ما خلته يرضى بها

لنفسه ذو أدب ولا حجا

وبحمد اللَّه قد جرى الوادي فطمّ على القري، وبعد ذا فليقل ما شاء الأشعري!

وقد امتاز الحقّ من الباطل، والصواب من الخطأ لمن يعقل، وجرى سيل العقل، وإذا جاء نهر اللَّه فقد بطل نهر معقل‌[2]!

ولعمر الحقّ إنّ عنائي كلّه ما كان ردّاً على تلك المقالة وتنبيهاً على هاتيك الضلالة، فإنّي- واللَّه- لأرى الخوض فيها من العبث؛ إذ التشكيك في تحسين العقل وتقبيحه تشكيكٌ في البديهيات الأوّلية، والشبهة فيه شبهة سفسطائية.

ولكن أحببنا تحقيق القول في أصل هذه المسألة، وبيان حقيقة الإدراك، وما وجه الملائمة والمنافرة في القوى الباطنة والظاهرة، وغير ذلك ممّا مرّ من التحقيقات التي أرجو أن تقع منك موقعاً لائقاً وتصادف محلّاً فائقاً، فإنّي ما


[1] هذا البيت للشاعر جلال الدين الرومي، تجده في مثنوي معنوي( فارسي) 24.

ومعنى‌ البيت: شرح هذا الهجران وهذا الألم دعه في هذا الزمان إلى‌ وقت آخر.

مع العلم بأنّه قد ورد في المثنوي المعنوي لفظ:( خون) بدل:( درد)، و:( دگر) بدل:( ديگر).

[2] نهر مَعقِل: نهر بالبصرة، يُنسب إلى‌ معقل بن يسار المزني الصحابي. وقد ذكر الواقدي: أنّ عمر أمر أبا موسى‌ الأشعري أن يحفر نهراً بالبصرة وأن يجريه على يد معقل المزني، فنُسب إليه.( معجم البلدان 4: 417).

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 363
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست