كثير من
نظائر ذلك ممّا يضيق المقام عن إحصائه ويدلّ بفحواه ومنطوقه على حسن التفكّر
والتدبّر وإعمال القوّة العاقلة في النظر والعبرة، بل لزوم ذلك ووجوبه وانحصار نيل
السعادة والكمالات به.
وهذه
المزية ممّا اختصّت به هذه الشريعة المقدّسة وأنافت بها على سائر الشرائع والملل
المنبثّة على هذه البسيطة، كالبوذة والبراهمة والزرادشتية والصابئة، بل وحتّى على
أُختيها الكتابيتين: اليهودية والنصرانية.
أمّا
الأُولى فبما ضغطت به أُمّتها من التلمود والكهنوت، وأمّا الثانية فقد زادت الطين
بلّة والمريض علّة بما صنعته البابوات والقسس منذ عهد غير حديث، وذاك فيما لا تزال
تعلن به في منشوراتها من الحجر عن الخوض في معرفة سرّ التثليث[5]
المستحيل بضرورة العقول الممتنع لدى أوائل الأذهان.
وحذراً
من التفات أُمّتها إلى بداهة فساده وانفلالتها من إشراك هذا الشرك ومضلّات هذا
الضلال شرّعوا لهم في كثير من المنشورات لعن كلّ من يقول بجواز خضوع الكنيسة لسلطة
مدنية، أو جواز أن يفسّر أحد شيئاً على خلاف ما