responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 358

فتكون عنده حسنة كالإحسان، أو منافرة فقبيحة كالظلم والعدوان، أو خالية من الجهتين، فتختلف بالوجوه والاعتبار حُسناً أو قبحاً، أو تبقى على ما هي عليه لا تقتضي ذمّاً ولا مدحاً.

وإنّ ذلك أمرٌ ما هو ببدع فيه، بل لكلّ قوّة من قوى النفس في مدركاتها ملائم ومنافر.

وإنّ سرّ الملائمة والمنافرة أمرٌ يعود إلى ما يقتضي كمال المدرِك ونقصانه من حيث السنخية والمناسبة.

فالإحسان من الغير ولو على الغير مثلًا لما فيه من الجهة الخيرية الدالّة على سعة نطاق الوجود وكماله صار ملائماً للعقل محبوباً إليه حسناً عنده؛ لما بينهما من شدّة التناسب والتقارب؛ إذ العقل معدن الخيرات ومصبّ البركات ومقود السعادات..

العقل أحبّ خلق اللَّه إليه وأكرمهم- كما علمت- عليه..

العقل مقيم قواعد العدل وناصب موازين القسط..

العقل والعدل قرينان مؤتلفان وصاحبان لا يختلفان، بل أصل وفرع، وواضع ووضع العقل دليل والعدل سبيل..

العقل ضياء، والعدل فضاء وبه استضاء..

العقل معانٍ وعيان، والعدل لسان وترجمان..

العقل أدلّة وبراهين، والعدل فصول وقوانين.

لعمر العقل وعقائله والحقّ وحقائقه والدين وشرائعه أنّه منذ برأ اللَّه النسم وشرّع الأديان للأُمم ما من أُمّة ولا شريعة بسيطة أو ممتزجة حقّة أو باطلة أعطت العقل ما ينبغي له من شؤون شرفه وجليل وظائفه كهذه الشريعة السامية

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 358
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست